اشكال ودفع
أورد بعضهم بأنّ البحث في كل مسئلة انّما هو بواسطة الأمر الأخص فانّ الفاعلية والمفعولية وغيرهما أمور لا حقه فهذه عوارض بواسطة أمر أخص والعارض بهذه الواسطة غريب فمسائل الفنون خارجة عما ذكر من الميزان وهو كون الموضوع في كل علم ما يبحث فيه عن عوارضه الذاتية.
وقد أجاب عن ذلك بعضهم بأنّ هذه اللواحق وسائط في الثبوت لا في العروض لتكون عوارض غريبه اذ ما به يحصل الاشكال هو كون الواسطة بأمر أخص في العروض.
وهذا الجواب منظور فيه فان فيه خلطا بين الواسطة في العروض والواسطة في الثبوت. بيانه. انّ المراد بالوساطة في العروض هو وقوع الواسطة ابتداء موضوعا لمحمول ومحمولا لموضوع آخر ومثاله انّ الموضوع الأوّلي في استحقاق الزكاة هو الفقير وأما زيد الفقير فهو عنوان انطبق عليه ذلك الموضوع فزيد موضوع ثانوي تبعي وانّما انطبق عنوان الاستحقاق عليه باعتبار صدق عنوان الفقر عليه فليس كل واحد من زيد والفقير معروضين لاستحقاق الزكاة بل أحدهما معروض والآخر تابع له ولذا لو زال عنوان الفقر زال الثاني أيضا وأما الوساطة في الثبوت فمعناه كون شىء واسطة في حدوث شيء آخر فهذا أعم من الواسطة في العروض باعتبار فانّ الفاعلية مثلا منشأ لرفع الكلمة فالموضوع هو عنوان الفاعل بخلاف مثل الوضوء فانّه منشأ للطهارة وأما الطهارة فليس عنوانا عارضا للمتوضّي وإلّا لزم انتفاء التطهر بمجرد الفراغ عن الوضوء بل هو عارض للشخص. وكذا ليست علقة الازدواج معروضة للايجاب والقبول وإلّا لزم زوالها بعد الفراغ عن الانشاء والمثال الأول