الى الأجر والثواب على العمل بما بلغه عن النبي صلىاللهعليهوآله وأما الاعتبار الشرعي فلا.
والحاصل : انّ آية النفر دالة على وجوب تحصيل العلم على العالم وهداية قومه وانذارهم. لا أكثر من ذلك.
ولا يخفى انّ الهداية والانذار ليس بمجرد القول والكلام بل مع انضمام الحجة والبرهان ولهذا فإن كان هناك إخبار ورواية يلزم ان تكون محفوفة بالقرائن العلميه.
٣ ـ آية الذكر
قال الشيخ قدّس الله سره : ومن جملة الآيات التي استدل بها بعض المعاصرين قوله تعالى : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)(١) بناء على انّ وجوب السؤال يستلزم وجوب قبول الجواب وإلّا لغى وجوب السؤال واذا وجب قبول الجواب وجب قبول كل ما يصح ان يسأل عنه ويقع جوابا له لأن خصوصية المسبوقية بالسؤال لا دخل فيه قطعا ... (٢).
أقول : لا يخفى انّ الاستدلال بهذه الآية على حجية خبر الواحد بمكان من البعد يوجب التعجب. وذلك لأنه :
أولا ـ انّ المراد بأهل الذكر هم أهل البيت عليهم الصلاة والسلام على ما ورد في الأحاديث والروايات الواردة.
وثانيا ـ لو فسرنا الآية بالأعم من أهل البيت لكن نقول : ان قوله تعالى :
__________________
(١) سورة النحل : آية ٤٣ ـ سورة الأنبياء : آية ٧.
(٢) فرائد الأصول : ج ١ ص ٢٨٨. وفي تعليقات هذه الطبعة من الرسائل انّ المراد من بعض المعاصرين المستدل بهذه الآية الكريمة هو صاحب الفصول قدسسره في الصفحة ٢٧٦ من ذلك الكتاب.