الغير وذلك بخلاف الحرف فانّه غير مستقل فيحتاج الى محل حتى يوجد الربط فيما هنالك فلا بد أولا من لحاظ طرفي الربط حتى يكون الحرف موجودا للربط بينهما مثل (زيد ودار) فيحصل الربط بينهما بأداة الظرفيّة. وأما الاستقلال في الاسم فهو عبارة عن الحكاية عن المفهوم فلا يحتاج الى محل ابتداء فالتعريف الصحيح للحرف هو ما في الرواية الشريفة من انّه ما أوجد معنى في غيره.
ومما يرد على تعريف القوم للحرف بأنّه ما دلّ على معنى في غيره (مضافا الى ما ذكر) هو انّهم ذكروا ان المراد بدلالته على معنى في غيره هو انّ المعنى الحرفي لم يلحظ أصالة بل توطئة. لكن يرد عليه. أوّلا ـ انّ المقصود الأصلي في القضية هو الإخبار بثبوت القيام لزيد أو سلبه عنه وهذا واضح فهذا الثبوت مثلا الذي هو وجه الارتباط يكون محل النظر استقلالا فصار المعنى الحرفي ملحوظا بالاصالة إذ المراد في سرت من البصرة ليس هو مجرد السير بل النظر الأصلي انّما هو الى المبدا والمنتهى وعليه فلا يكون الملحوظ في غيره توطئة. وثانيا ـ سلمنا ذلك لكن نقول انّه ما المراد بتوطئة حال الغير؟ وهل انّ الحال في البصرة والكوفة أمر سوى المبدا والمنتهى فما هو المراد بتوطئة حالهما؟
تفصيل المبحث بعبارة أخرى
إنّ كلا من القضايا الثلث المذكورة متوقف على اسناد ومسند ومسند اليه والاسناد في كل منها انّما هو من سنخ تلك القضية وكيفية التركيب ثلاثة أقسام الاسناد الاتحادي والحدوثي والاضافي. أما الأول فهو ما يحصل بين لفظين عند حصول الهيئة التركيبة والثاني هو حدوث أحد الطرفين عن الآخر فهذا لا يحصل باقتران اللفظين كيف ما كان وبضم كلمة الى أخرى بل يحتاج الى الهيئة الاشتقاقية