الماهية وينفكان في مرحلة التصور (ان الوجود عارض الماهية ـ تصورا واتحدا هوية) (١) ووجود كل منهما معروض للآخر وعلى هذا فلو قلنا انّ العلم وجود ظلي ضعيف للمعلوم (وبهذا الاعتبار تثبت المحمولات للموضوعات قبل وجود الموضوعات في الخارج) يلزم أن يكون حقيقة الانسان والحجر والشجر وهكذا متحدة مع العلم الذي هو الوجود الذهني لهذه المهيات والعلم (القائم بالذهن) حيث انّه من مقولة الكيف (على ما هو المعروف بين الحكماء وإن قال بعضهم بأنّه من مقولة الإضافة) فعلى هذا لو كان الانسان متحدا مع العلم القائم بالذهن يلزم أن يكون المعلوم أيضا قائما بالذهن فيكون جمع المعلومات من قبيل اعراض الكيف. ولهذا قال الحكيم السبزواري في شرح المنظومة بعد تقرير هذا الاشكال : وهذا هو الذي صيّر العقول حيارى والافهام صرعى (٢) ومن البديهي عدم معقولية انقلاب الجوهر بالعرض حيث انّ الجوهر والعرض متضادان والأول قائم بنفسه والعرض ليس كذلك.
الثانى : يلزم أن يكون ظرف الموضوع والمحمول (في مثل شريك الباري ممتنع واجتماع الضدين محال ونحو ذلك) مختلفا بمعنى أن يكون الموضوع موجودا في الذهن والمحمول ثابتا في الخارج فإنّ من البديهي ان وصف الامتناع لشريك الباري واستحالة اجتماع الضدين ليس موطنه الذهن بل هما ثابتان في الخارج وهذا محال وكذا عكسه (وجود الموضوع في الخارج والمحمول في الذهن) أفهل يعقل ويتصور أن يكون العنقاء غير موجود في الخارج وطيرانه موجودا فيه (في الخارج)؟
الثالث : يلزم في مثل (الأربعة زوج) أن يكون صدق القضية متوقفا على
__________________
(١) المنظومة للحكيم السبزواري قدسسره ص ١٦ من النسخة المطبوعة في حياة صاحب المنظومة.
(٢) شرح المنظومة : ص ٢٧ من الطبعة المشار إليها. وفيها هكذا : فهذا الاشكال جعل العقول حيارى والافهام صرعى فاختار كل مهربا ... هذا وعليك بالتأمل فيما نقله الأستاذ المحقق عن شرح المنظومة وفيما ذكره الحكيم السبزواري في الشرح.