كان غداة المزدلفة أوحى الله إليه بالإجابة فابتسم صلىاللهعليهوسلم وقال : عجبت من فعل إبليس لما أجاب الله تعالى دعائى ، صاح بالويل والثبور ووضع التراب على رأسه.
وفى بعض الحكايات أنه لما تاب الله على آدم ، عليهالسلام ، قال فى مناجاته : «إلهى لم عاقبتنى وقد علمت أنى إنما أكلت من الشجرة طمعا فى الخلود ، لأبقى معك ، فأوحى الله تعالى إليه : لأنك رأيت الخلود من الشجرة ، فأشركت بى فى سرك ولم تشعر ، وإن من الكرم أن تتوب على من أذنب إليك كما تاب الله عليك والمشهور من قول القائل :
إذا مرضتم أتيناكم نعودكم |
|
وتذنبون فنأتيكم ونعتذر |
يحكى عن أبى عمرو بن علوان أنه قال : كنت فى حداثة سنى مولعا بشراء الجوارى ، فكنت ليلة فى صلاتى أفكر فى بعض أحوال ما مضى لى معهن حتى أخطأت فأنزلت فى صلاتى ، قال : فورد كتاب الجنيد على أبى بأن أرسل إلى ابنك أبا عمرو ، قال : فأتيت ، فلما وقع بصره عليّ ، قال : لى أما تستحى تفكر فى مثل تلك الحال وأنت بين يدى الله تعالى ، لو لا أنى تبت عنك وإلا لبقيت فى ذلك إلى الأبد ، لا تصحب إلا من إذا مرضت عادك ، وإذا أذنبت تاب عنك.
وكثير من الناس ينهمكون فى غوايتهم ويتهتكون بسوء جهالتهم حتى إذا أشرفت سفينتهم على الغرق تداركهم الحق سبحانه بجميل لطفه فيغفر قبيح أفعالهم ويصلح سوء أحوالهم.
يحكى أن رجلا كان يتعاطى الفواحش فلم يدع شيئا إلا فعله ، فمرض فلم