لأقوام كنس الله بأرواحهم المزابل ، فالمحب أبدا يكنس باب محبوبه بروحه لا يدع خدمته ما أمكنه ، ليصل سيره بسراه ، ويدع هواه فى رضاه.
وأنشدوا :
أحبكم ما دمت حيا وإن أمت |
|
أحبك قلب فى التراب تريب |
وأنشدوا :
ومن كاشفات الريب أنى وامق |
|
تجافيك عنى واعتكافى ببابكا |
يهجر فيأبى إلا الوصال ، ويقابل بالصد والرد والإهانة والطرد والتنفير والبعد ولا يزداد فى الظاهر إلا جهدا على جهد ، وفى الباطن إلا وجدا على وجد ، يؤثر الذل على العز ، والبعد على القرب.
وأنشدوا :
وأهنتنى فأهنت نفسى صاغرا |
|
ما من يهون عليك ممن يكرم |
أشبهت أعدائى فصرت أحبهم |
|
إذا كان حظى منك حظى منهم |
وأنشدوا :
رأيتك يدنينى إليك تباعدى |
|
فباعدت نفسى لابتغاء التقرب |
وقيل : أصله من الحب ، وهو القرط ، سمى حبا لقلقه وهو اضطرابه ، كما أن القرط لا يستقر ، بل يضطرب دائما ، كذلك المحب عديم القرار بعيد