ولا شهداء ، يغبطهم النبيون والشهداء على مجالسهم وقربهم من الله تعالى» قال أعرابى : يا رسول الله ، انعتهم لنا ، قال : «هم أناس من أفناء الناس ونوازع القبائل ، لم تصل بينهم أرحام متقاربة ، تحابوا فى الله وتصافوا فى الله ، يضع لهم يوم القيامة منابر من نور فيجلسون عليها ، يفزع الناس وهم لا يفزعون ، وهم أولياء الله ، لا خوف عليهم ولا هم يحزنون».
ولا نقول : إنهم يفضلون الأنبياء والرسل ، ولكنهم يكونون مستريحين مما يعترى الأنبياء والرسل من الاشتغال بالمذنبين من أممهم.
ها هم أولياء الله الذين وصفهم المسيح عيسى ابن مريم عليه وعلى نبينا الصلوات والتسليم ، فقد أخرج الإمام أحمد فى الزهد :
«هم الذين نظروا إلى باطن الدنيا حين نظر الناس إلى ظاهرها ، والذين نظروا إلى آجل الدنيا حين نظر الناس إلى عاجلها ، وأماتوا من الدنيا ما يخشون أن يميتهم ، وتركوا ما علموا أنه سيتركهم ، فصار استكثارهم منها استقلالا ، وذكرهم إياهم فواتا ، وفرحهم مما أصابوا منها حزنا ، وما عارضهم من نائلها رفضوه ، وما عارضهم من رفعتها بغير حق وضعوه.
تقطعت الدنيا عندهم فلا يجددونها ، وخربت بينهم فليسوا يعمرونها ، وماتت فى صدورهم فليسوا يحيونها ، يهدمونها فيبنون بها آخرتهم ، ويبيعونها فيشترون بها ما يبقى لهم.
رفضوها فكانوا برفضها هم الفرحين ، وباعوها فكانوا ببيعها هم الرابحين.
ونظروا إلى أهلها صرعى قد خلت من قبلهم المثلات فأحيوا ذكر الموت وأماتوا ذكر الحياة.
يحبون الله تعالى ويستضيئون بنوره ، لهم خبر عجيب وعندهم الخبر