____________________________________
وقال شارح عقيدة
الطحاوي : قول الإمام الأعظم ، فلما كلّم موسى كلّمه بكلامه الذي هو من صفاته يعلم أنه حين جاء
كلّمه لا أنه لم يزل ولا يزال أزلا وأبدا يقول : يا موسى كما يفهم ذلك من قوله
تعالى : (وَلَمَّا جاءَ مُوسى
لِمِيقاتِنا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ) . ففهم منه الردّ على من يقول من أصحابه أنه معنى واحد قائم
بالنفس لا يتصوّر أن يسمع ، وإنما يخلق الله الصوت في الهواء كما قاله أبو منصور
الماتريدي ...
وقول الإمام
الأعظم الذي هو من صفاته ردّ على من يقول إنه حدث له وصف الكلام بعد أن لم يكن
متكلّما ، وبالجملة فكلّ ما يحتجّ به المعتزلة مما يدلّ على كلام متعلق بمشيئته وقدرته وإنه متكلّم إذا شاء ، وإنه يتكلم شيئا بعد شيء فهو حق يجب قوله وما
يقول به من يقول إن كلام الله قائم بذاته وإنه صفة له ، والصفة لا تقوم إلا
بالموصوف فهو حق يجب قبوله والقول به فيجب الأخذ بما في قول كلّ من الطائفتين من
الصواب والعدول عمّا يردّه الشرع والعقل من قول كلّ منهما وهذا فصل الخطاب.
وقد قال صلىاللهعليهوسلم : «أعوذ بكلمات الله» . وهو عليه الصلاة والسلام لم يتعوّذ بمخلوق بل هو كقوله : «أعوذ
برضاك» ، ....
__________________