والآيات ثابتة للأنبياء عليهم الصلاة والسلام والكرامات للأولياء حق ، ...
____________________________________
عمله جمعا بين الأدلة كما هو مقتضى مذهب أهل السّنّة والجماعة (والآيات) أي خوارق العادات المسمّاة بالمعجزات (ثابتة للأنبياء عليهم الصلاة والسلام والكرامات للأولياء حق) أي ثابت بالكتاب والسّنّة ، ولا عبرة بمخالفة المعتزلة وأهل البدعة في إنكار الكرامة ، والفرق بينهما أن المعجزة أمر خارق للعادة كإحياء ميت ، وإعدام جبل على وفق التحدي ، وهو دعوى الرسالة ، فخرج غير الخارق كطلوع الشمس من مشرقها كل يوم والخارق على خلافه بأن يدّعي نطق طفل بتصديقه فينطق بتكذيبه كما يقع للدجّال والكرامة خارق للعادة ، إلا أنها غير مقرونة بالتحدّي ، وهي كرامة للولي وعلامة لصدق النبي ، فإن كرامة التابع كرامة المتبوع ، والولي هو العارف بالله وصفاته بقدر ما يمكن له المواظب على الطاعات المجتنب عن السيئات المعرض عن الانهماك في اللذات والشهوات والغفلات واللهوات ، وذلك كما وقع من جريان النيل (١) بكتاب عمر رضي الله عنه ورؤيته على المنبر بالمدينة جيشه بنهاوند حتى قال لأمير الجيش : يا سارية الجبل الجبل (٢) ، محذّرا له من وراء الجبل لكمن العدو هنالك وسماع سارية كلامه وذلك مع
__________________
ـ وقال الحافظ العراقي في تخريج الإحياء ٣ / ٥٠ أخرجه ابن حبان في الضعفاء من حديث أبي هريرة والبيهقي في الشعب من حديث ابن عباس وأبي هريرة أيضا وضعّفهما ابن جرير. ا. ه.
وذكره العجلوني في كشف الخفاء ١٤٩٨ بلفظ : «سوء الخلق ذنب لا يغفر». وقال رواه الطبراني من حديث عائشة ما من شيء إلا وله توبة إلا صاحب سوء الخلق فإنه لا يتوب من ذنب إلا عاد في شرّ منه وإسناد ضعيف ، ورواه الحاكم في الكنى بلفظ : سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخلّ العسل. ا. ه.
(١) أخرجه أبو الشيخ ابن حبان في كتاب العظمة : بسند فيه مبهم. ورواه الواقدي في فتوح مصر ٢ / ٦٩ ، وذكره ابن كثير في البداية والنهاية ٧ / ١١٤ ـ ١١٥ في أحداث سنة عشرين من الهجرة ونصّ رسالة عمر : «من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى نيل أهل مصر ، أما بعد : فإن كنت تجري من قبلك ومن أمرك فلا تجر فلا حاجة لنا فيك ، وإن كنت ، إنما تجري بأمر الله الواحد القهّار ، وهو الذي يجريك فنسأل الله تعالى أن يجريك». قال : فألقى البطاقة في النيل فأصبحوا يوم السبت وقد أجرى الله النيل ستة عشر ذراعا في ليلة واحدة وقطع الله تلك السّنّة عن أهل مصر إلى اليوم.
(٢) رواه أبو نعيم في دلائل النبوّة برقم : ٥٢٥ ، ٢٥٦ ، ٢٥٧ ، ١٥٨ ، بسندين : أحدهما حسن كما ذكر ذلك ابن حجر ٢ / ٣ في الإصابة في ترجمة سارية بن زنيم ، وفي الفتاوى الحديثية ص ٢١٩ ـ ٢٢٠ حيث قال : أخرجه البيهقي في الدلائل ، واللالكائي في شرح السّنّة ، والدير عامولي في فوائده ، وابن الأعرابي في كرامات الأولياء عن ابن عمر أن عمر بعث جيشا ، وأمر عليهم رجلا يدعى سارية ، قال : فقام عمر يخطب الناس يوم الجمعة ، فأقبل يصيح وهو على ـ