ولا يشبهه شيء من
خلقه ...
____________________________________
والمعتزلة نفوا
الصفات احترازا عن تعدّد القدماء وكذا الأشاعرة حيث ذهبوا إلى نفي غيريتها
وعينيتها في تحقيق الأسماء (ولا يشبهه شيء من خلقه) تأكيد لما قبله وتقرير لما
قدّمه وهو مستفاد من قوله تعالى : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ
شَيْءٌ) . أي كذاته أو صفته ، أو لأن نفي مثل المثل مستلزم لنفي
المثل بطريق البرهان كما حقّقه بعض الأعيان ، ولا نقول بزيادة الكاف أو المثل لأن
المطلق هو المساوي من جميع الوجوه.
وفي شرح القونوي
قال نعيم بن حماد : من شبّه الله بشيء من خلقه فقد كفر ، ومن أنكر ما وصف
الله به نفسه فقد كفر.
وقال إسحاق بن
راهويه : من وصف الله فشبّه صفاته بصفات أحد من خلق الله فهو كافر
بالله العظيم.
وقال علّامة جهم
وأصحابه : دعواهم على أهل السّنّة والجماعة وما أولعوا به من الكذب أنهم مشبّهة بل
هم المعطّلة ، ولذا قال كثير من أئمة السلف : علّامة الجهمية تسميتهم أهل السّنّة
مشبّهة فإنه ما من أحد من نفاة شيء من الأسماء والصفات إلا يسمي المثبت لها مشبّها
حتى بعض المفسّرين كعبد الجبار والزمخشري وغيرهما من
__________________