____________________________________
ثلاث الصبي حتى
يبلغ أي يحتلم» الحديث. وحمل الشيخ أبو منصور هذا الحديث على الشرائع مع
اتفاقهم على أن إسلام هذا الصبي صحيح ويدعى هو إلى الإسلام كما يدعى البالغ إليه.
وقال الأشعري : لا
يجب لقوله تعالى : (وَما كُنَّا
مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) . وأجيب بأن الرسول أعمّ من العقل والنبي وبتخصّص عموم
الآية بالأعمال التي لا سبيل إلى معرفة وجوبها إلا بالشرع وقيل : (وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ) عذاب الاستئصال في الدنيا.
(حَتَّى نَبْعَثَ
رَسُولاً) والأظهر أن قوله تعالى : (وَما كُنَّا
مُعَذِّبِينَ) لا ينافي الوجوب العقلي الذي لا يترتب على فعله ثواب ولا
على تركه عقاب كما مرّ فتدبّر.
وثمرة الخلاف إنما
تظهر في حق من لم تبلغه الدعوة أصلا بأن كان نشأ على شاهق جبل ولم يسمع رسولا ،
ومات ولم يؤمن بالله فيعذّب عندنا لا عندهم ، ولا يعذّب المجنون الدائم المطبق ،
وكذا الأطفال مطلقا ، وكذا من مات في أيام الفترة بين عيسى ومحمد عليهما الصلاة
والسلام ولم يؤمن بالله فعندنا يعذّب وعندهم لا يعذّب.
ومنها : أنه لا
يوصف الله تعالى بالقدرة على الظلم لأن المحال لا يدخل تحت القدرة ، وعند المعتزلة
يقدر أنه ولكن لا يفعل.
ومنها : أن العبد
إذا وجد منه التصديق والإقرار صحّ له أن يقول : أنا مؤمن حقّا لتحقّق الإيمان ،
ولا ينبغي أن يقول : أنا مؤمن إن شاء الله لأنه إن كان للشك فهو كفر لا محالة ،
وإن كان للتأدّب وإحالة الأمور إلى مشيئة الله تعالى أو للشك في العاقبة والمآل لا
في الآن ، والحال أو للتبرّك بذكر الله والتبرّي عن تزكية نفسه والإعجاب بحاله
فالأولى تركه لما أنه يوهم الشك على ما ذكره شارح العقائد ، فإن صاحب التمهيد والكفاية وغيرهما من العلماء الحنفية كفّروا القائل به ، وحكموا
ببطلان قولهم : أنا مؤمن إن شاء الله تعالى ، وقالوا ذلك لا يصحّ كما لا يصحّ قول
القائل : أنا حيّ إن شاء الله تعالى ، وأنا
__________________