كثيرة إلا في المرتدين ، فالردة كفر وتمرد ، فلما جمعت النوعين غلظ فيها الحكم ، ولهذا فإن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قطع أيدي العرنيين الذين ارتدوا عن الإسلام ، وأخذوا إبل الصدقة ، وقتلوا رعاتها ، فلما ردهم علي بن أبي طالب عليهالسلام أسارى قطع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أيديهم وأرجلهم ، وسمل أعينهم بالنار ، وأمر بهم فرمي بهم في الحرة حتى ماتوا (١).
وكذلك حرق علي عليهالسلام زنادقة السواد وهم مظهرون الإسلام وقال :
لما رأيت الأمر أمرا منكرا |
|
أضرمت ناري ودعوت قنبرا |
وحرقهم بالنار حتى صاروا رمادا وهو سلام الله عليه الحليم الوقور (٢).
روينا فيه عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : «من أحب أن ينظر إلى نوح في حلمه ، وإلى موسى في بطشه فلينظر إلى علي بن أبي طالب» (٣) فلم يمنعه حلمه من تنكيل
__________________
(١) أورده الإمام أحمد بن سليمان في (أصول الأحكام) برقم (٣٩٠) تحت الطبع ، وأشار إليه في كتاب (الديات) من نفس المصدر رقم (٥١٦).
وحول الموضوع انظر في البخاري ج ٨ ص ١٨ ، ومستدرك الحاكم ٤ / ٣٦٧ ، و (أعلام الورى) للطبرسي ص ٩٥ ، و (بحار الأنوار) للمجلسي ج ٢ ص ٢٩٤.
(٢) أورده العلامة أحمد بن يحيى حابس في (الإيضاح شرح المصباح) ، وهو في (كنز العمال) ج ١١ ص ٣٠٣ برقم (٣١٥٧٩) ، وعزاه إلى ابن شاهين في (السنة) ، وحشيش عن الشعبي ، وابن أبي الدنيا في كتاب (الأشراف) ، عن قبيصة بن جابر ، وهو في (الاختصاص) للشيخ المفيد ص ٧٣ ، و (مناقب آل أبي طالب) لابن شهرآشوب ج ١ ص ٢٢٧ ، و (بحار الأنوار) ج ٢٥ / ٢٨٥ رقم (٣٨) ، وفي نفس المصدر ج ٢٥ ص ٢٩٩ ـ ٣٠٠ رقم (٦٣).
(٣) حديث : من أحب ... له شاهد بلفظ : «من أراد أن ينظر إلى آدم في عمله وإلى نوح في فهمه ، وإلى إبراهيم في حلمه ، وإلى زكريا في زهده ، وإلى موسى بن عمران في بطشه فلينظر إلى علي بن أبي طالب» ، أخرجه النيسابوري في (روضة الواعظين) ص ١٢٨ ، وهو في (مناقب الخوارزمي) بلفظ مقارب ص ٨٣ رقم (٧٠) ، وبلفظ مقارب ص ٣١١ برقم (٣٠٩) ، وفي (مناقب آل أبي طالب) لابن شهرآشوب ج ٣ ص ٥٧ ، وفي (ذخائر العقبى) لأحمد بن عبد الله الطبري ص ٩٣ ، و (بحار الأنوار) ج ٣٥ ص ٣٩ ، وج ٣٦ ص ٧٨ ، وفي (الغرر) للعلامة الأميني ج ٣ ص ٣٥٦ ، ص ٣٥٨ ، ص ٣٦٠ ، وانظر تخريجه هناك.