من دون هذه الفرق ، ولكل فرقة من هذه الفرق من الحجج ما هو أقوى وأظهر ، فلينظر في ذلك العقل ؛ لأن كل فرقة من هذه الفرق تروي بأسانيدها إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وإلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام صحة دعواها في غيبة إمامها ، فما انطوى به دعوى خصمهم فبمثله تبطل دعواهم فأي الفريقين يكون أولى بالإصابة.
[تناقض من يرى إمامة أمير المؤمنين وتصويب من خالفه]
مسألة
وأما قوله فيمن [يرى] (١) بإمامة أمير المؤمنين بالنص من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : وكذلك نقول بإمامة الحسن والحسين عليهماالسلام بالنص أيضا ، ثم يصوب النفر الذين خالفوا عليا عليهالسلام وتقدموا عليه ، وأخذوا حقه ، واستأثروا به دونهم ، ويزعم أن تخطئتهم وانتقاصهم يؤدي إلى الوقيعة في الصحابة ، ولا يأخذ بإجماع أهل البيت عليهمالسلام من أنهم أخطئوا وظلموا ، فعندنا أنه مخطئ في قوله ، ومناقض في مذهبه ، وخارج عن الشيعة بهذا القول والاعتقاد المتدافع ؛ لأن عندنا أنهم عصوا وظلموا في التقدم على علي عليهالسلام لتقديم الله سبحانه ورسولهصلىاللهعليهوآلهوسلم إياه في مقام بعد مقام وملأ بعد ملأ ، وإنما نكف عن سبهم وأذيتهم اتباعا لهعليهالسلام لأنه كان يبكّتهم ويدين خطأهم ولا يسب ولا يؤذي وهو القدوة في الدين.
__________________
(١) سقط من (أ).