مسألة [فيمن ينوي الظلم ولا يتمكن من فعله]
فيمن ينوي الظلم والعناد ولا يتمكن من ذلك لعذر يحول. هل يكون للنية عليه عقاب كالقول ، أم ليس العقاب إلا بالفعل ولا تأثير للنية في ذلك؟
والجواب عن ذلك : إن الأفعال تنقسم إلى : أفعال القلوب ، وأفعال الجوارح ؛ والتعبد ورد بترك القبيح من الأمرين جميعا ، قال الله تعالى : (إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) [الحجرات : ١٢] وهو من أفعال القلوب فمن نوى فعل الفساد وفعل القبيح ولم يتركه إلا لمانع فإنه يأثم لأجل ذلك ، وقد قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى» (١) ، ولذلك قوله : «نية المؤمن خير من عمله» (٢) إلى غير ذلك ، ولأن اعتقاد الكفر يوجب الخلود في النار بالإجماع وإن لم يفعل العبد شيئا بجوارحه (٣).
__________________
(١) الحديث مشهور ، وهو في أغلب المصادر الحديثية.
انظر عنه (موسوعة أطراف الحديث النبوي) ٣ / ٥١٣ ، و (الترغيب والترهيب) ١ / ٥٦ ـ ٥٧ ، وهو في البخاري ١ / ٢ ، ٨ / ١٧٥ ، ٩ / ٢٩ ، وأبي داود ٢٢٠١. والترمذي ١٦٤٧ ، والنسائي في الطهارة ب ٥٩ ، والأيمان والنذور ب ١٩ ، وابن ماجة ٤٢٢٧ ، والإمام المرشد بالله في (الأمالي الخميسية) ١ / ٩ ، وعشرات المصادر غيرها.
(٢) حديث : «نية المؤمن خير من عمله».
أورده في (موسوعة أطراف الحديث النبوي) ١٠ / ٩٢ ، وعزاه إلى الطبراني في (الكبير) ٦ / ٢٢٨ ، (إتحاف السادة المتقين) ١٠ / ١٥ ، (تهذيب تأريخ دمشق) لابن عساكر ٤ / ٣٥٥ ، وفي (حلية الأولياء) ٣ / ٢٥٥ ، وفي (تأريخ بغداد) ٩ / ٢٣٧ ، وفي (كشف الخفاء) ٢ / ٤٣٨ ، وغيرها.
(٣) في الأصل (أ) حاشية : ومن الأدلة قوله تعالى : (وَذَرُوا ظاهِرَ الْإِثْمِ وَباطِنَهُ ، إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِما كانُوا يَقْتَرِفُونَ) ، فوعد الجزاء لمن كسب الإثم ظاهرا وباطنا ، عبد الله بن يحيى بن عبد الله بن عثمان لطف الله به.