بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وبه أستعين ، الحمد لله الذي نوّر قلوب العارفين [بنور] هدايته (١) ، وأسبل عليهم ستر رعايته ، وجعل بدايتهم ما ينتهي إليه الجاهل من غايته ، حمدا يستمري مزيد إحسانه ، ويستدعي عوارف امتنانه ، ولا إله إلا الله الشاهد له بالوحدانية أدلة استحقاق الكمال ، والاختصاص بصفات الجلال ، وصلى الله على محمد المبعوث من جرثومة الشرف العال ، المتجلي بمكارم الخلال ، وعلى آله خير آل.
أما بعد ..
[تقديم]
فإن المسائل التي أوردها (٢) السائل ، وسأل أن يكون الجواب عن مسائله ما ورد عن الأئمة (٣) في مصنفاتهم دون السير النبوية ، والأعمال الصحابية ، فحمّلنا أيده الله ما لا طاقة لنا به ، ولم يأت البيت من بابه ، لأن السير النبوية ، والأعمال الصحابية هي الأصول في الفتاوى الشرعية ، والأعمال الدينية ، فحال هذا المسترشد في سؤاله كحال من يقول للدليل : أو صلني إلى بلد كذا وكذا ، ولا تسلك بي طريقه ، وهل صنف الأئمة عليهمالسلام إلا ما بنوه على كتاب الله تعالى أو سنة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأعمال السلف رضوان الله عليهم مجتمعين ؛ فيكون أصلا لاحقا بالأصول ، أو مفترقين ، فيكون مذهبا ودينا يفتقر إلى الترجيح والتعليل.
وأما ما حكاه عن الأئمة فلا بد من الكلام عليه ، ولم يقع في كلامهم الذي
__________________
(١) في (ب) : بهدايته ، وكلمة نور محذوفة.
(٢) في (ب) : أورد.
(٣) في (ب) : عن الأمة.