ملكوا العباس رضي الله عنه يوم بدر بالأسر ، وأطلقوه بالفداء ، ومن كان من بني هاشم ، وإنما هي تغليطات تجوز على أرباب الجهالات.
[عود إلى حديث أهل الردة والسبي في العرب]
ثم لنرجع إلى حديث أهل الردة وأمر السبي ، لأن ذكره المقصود في رسالتنا هذه لنفي جهالة الجهال ، التي منعت من السبي بعد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في هذه الأمة ، قد ذكرنا في صدر الرسالة ردة عمان على يد لقيط بن مالك الأزدي ، وكان يقال له : ذو التاج ، وكان يسمى في الجاهلية الجلندي ، ولمّا غلب على عمان وغلب خنفر بن الجلندي وعبدها عليها وهزمها إلى الاجبال (١) ، أمدهما أبو بكر بحذيفة بن محصن (٢) العلقاني من حمير ، وعرفجة بن هرثمة من الأزد (٣) ، وقد كان قال : حذيفة لعمان ، وعرفجة لمهرة ، وأنتما متساندان ، وكل واحد منكما أمير صاحبه في وجهة ، فخرجا متساندين ، وأمرهما أن يجدا السير إلى عمان ، فإذا كانا منهما قريبا كاتبا خنفرا وعبدا (٤) وعملا برأيهما ، وقد كان أبو بكر أيضا كتب إلى شرحبيل بن حسنة (٥) أن
__________________
(١) في الطبري : وكان يسامي في الجاهلية الجلندي وادعى بمثل ما ادّعى به من كان نبيا ، وغلب على عمان مرتدا وألجأ جيفرا وعبادا إلى الجبال والبحر ، انظر : ج ٣ ص ١٥٣.
(٢) في (ب) : محصن. في الطبري : حذيفة بن محصن الغلفاني ج ٣ / ١٤١ ، ١٢٥.
(٣) في (أ) و (ب) بدون نقاط ، وفي الطبري : عرفجة بن هرثمة ج ٣ / ١٤١ ، ١٢٥.
(٤) في الطبري : فإذا كان منها قريبا كاتبا جيفرا وعبادا.
(٥) شرحبيل بن عبد الله بن المطاع بن الغطريف ، الكندي حليف بني زهرة ، صحابي من القادة ، يعرف بشرحبيل بن حسنة (وهي أمه) ، أسلم بمكة ، وهاجر إلى الحبشة ، وغزا مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فأوفده رسولا إلى مصر. وتوفي صلىاللهعليهوآلهوسلم وشرحبيل بمصر ، ثم جعله أبو بكر أحد الأمراء الذين وجههم لفتح الشام ، فافتتح الأردن كلها عنوة ، ما خلا طبرية ، فإن أهلها صالحوه ، وذلك بأمر من أبي عبيدة ، ولما قدم عمر (الجابية) عزله ، واستعمل معاوية مكانه ، وتوفي بطاعون عمواس ، قال أحد مترجميه : كان من الفرسان الذين سادوا الناس.