فوائده ، واعلموا رحمكم الله أن القرآن على أربعة أبواب : حرام وحلال لا يتسع بجهالته ، وتفسير يعلمه العلماء ، وتأويل لا يعلمه إلا الله ، وهو ما يكن مما لم يكن ، واعلموا رحمكم الله أن للقرآن ظهرا وبطنا وحدا ومطلعا فظهره تنزيله ، وبطنه تأويله ، وحده فرائضه وأحكامه ، ومطلعه ثوابه وعقابه.
فهذا هداك الله كما ترى قول زيد بن علي عليهالسلام ، فكيف ينتسب إليه من يخالفه في قوله وينكر ما جاء منه ، وهل مدح زيد بن علي عليهالسلام موجودا أو معدوما وفصله ونوعه ، وجعله كما جعله ربه ، شفاء وهدى ، ونورا ورحمة ، وهل ينفعنا الشفاء الغائب عنّا ، ونستضيء بالنور النازح منّا ، هل هذا إلا العمى نعوذ بالله منه وما الذي نردده وهو لا يخلق على كثرة الرد ، إلى غير ذلك مما بيّنه عليهالسلام في هذا الفصل ، وميلنا إلى الاختصار فأردنا أن لا يغتر بمن ينتسب إلى الشيعة وليس منهم ، وإلى أهل البيت عليهمالسلام وهو عدوهم ، وإلى الزيدية وهو لا يتبع زيدا عليهالسلام ، ولعلي عليهالسلام ولأولاده الأعلام سلام الله عليهم في مدائح القرآن ما يطول شرحه ، وللقاسم بن إبراهيم عليهالسلام مديحان في القرآن كبير وصغير.
فإذا سمعت من ينتسب إلى الشيعة لم تقبله على ظاهره ما لم تعرف بصحيح البرهان اعتقاده ، أو يكون راجعا إلى الهداة المهتدين من العترة الطاهرة المباركة الذين قال فيهم الفرزدق بن غالب التميمي الدارمي رحمهالله تعالى :
من معشر بغضهم كفر وحبهم |
|
دين وقربهم ملجأ ومعتصم |
مقدم بعد ذكر الله ذكرهم |
|
في كل شيء ومختوم به الكلم |
إن عدّ أهل التقى كانوا أئمتهم |
|
أو قيل من خير خلق الله قيل : هم |