رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله عزوجل قبل أن يخلق آدم بأربعة وعشرين ألف عام ، فلما خلق الله آدم قسم ذلك النور جزءين فجزء أنا وجزء علي» (١).
وقد ذكر من طريق ابن المغازلي رفعه بإسناده لفظ الخبر وزاد فيه : حتى افترقنا من صلب عبد المطلب ففي النبوة وفي علي الخلافة (٢) ، ومثله ذكره في كتاب (الفردوس) لابن شيرويه الديلمي مثله سواء ، (٣) فإذا كان قسيمه والمخلوق معه من نور ربه وشريكه في نسبه وسنته ، فكيف ينبغي لمعدم أن يقدم على من قدمه ، وهل كرم ذي كرم يساوي شرفه وكرمه هيهات هيهات ، لعل ما بقي غير ما فات ، ما آمن بالله من جحد رسله ، ولا صدق رسوله من أنكر قوله وعمله.
فنعم وليا لي الأمر من بعد وليه |
|
وصحح التقوى ونعم المؤدب |
ونعم طبيب الداء من أمر أمه |
|
ثواكلها ذو الطب والتطيب |
وما يتقون من أبي حسن شبيه هارون إذا شفعوا ، وأخي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إذ قربوه ، والصابر في مواطن الموت إذ نكلوا ، فانظر رحمك الله ما للآخر الذي بعده مما قرب منه غيره ، أو أوجب تأخره عما استولى عليه سواه ؛ فإذا كان الدليل لا يتبع ، وقول النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم لا يسمع ، فإلى أين المرجع ، وأين المفزع ، فنسأل الله تعالى توفيقا يقود إلى الهدى من طلبه ، ورشدا يصل نسبنا نسبه ، وأن يجعل البراهين مالكة زمام أمرنا ، والآثار النبوية هاديتنا في اجتلاب نفعنا ، واستكفاء شرنا ، فإن شر النفوس أعظم الشرور ، والإعراض عن الأدلة النافعة ـ نعوذ بالله منه ـ مفتاح البور.
__________________
(١) المصدر السابق ص ٨٩ برقم (١٠٨) ، وهو في مناقب ابن المغازلي ص ٨٨.
(٢) المصدر السابق ص ٩٠ برقم (١٠٩) ، وفي مناقب ابن المغازلي ص ٨٩.
(٣) المصدر السابق ص ٩١ برقم (١١٢) ، وهو في غاية المرام ص ٧ ، نقلا عن كتاب (الفردوس) لابن شيرويه الديلمي.