قد عرفوا طرق التقديم لو عرفوا |
|
لكنهم جهلوا والجهل ضرار |
ساروا برايته فاسترجعوا هربا |
|
والخيل تعبر والأبطال فرار |
حتى إذا سد وجه الفتح أو فلجت |
|
خواطر من بني الدنيا وأفكار |
نادى أبا حسن موفي مواعده |
|
صبحا وقد شخصت في ذاك أبصار |
فجاء كالليث يمشي خلف قائده |
|
إذ كان في عينه ضر وإعوار |
فقال خذها وصمم يا أبا حسن |
|
فكان فتح وباقي القوم صدار |
فمج فيها بريق عمه عسل |
|
وريحه المسك لم يقصصه عطار (١) |
ومن (مسند ابن حنبل) بإسناده رفعه إلى الحارث بن حصين عن القاسم عن رجل من جعشم عن أسماء بنت عميس تقول : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «اللهم أقول كما قال أخي موسى : اللهم اجعل لي وزيرا من أهلي ، عليا أخي ، اشدد به أزري ، وأشركه في أمري ، كي نسبحك كثيرا ، ونذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا» (٢).
فهذا كما ترى تصريح بما ذكرنا أولا من أن المراد بنزوله عليهالسلام منه صلىاللهعليهوآلهوسلم بمنزلة هارون من موسى الخلافة في القوم ، والشركة في الأمر بالنصح الصريح ، فاستغنيت عن التعليل فأي كشف أجلى من هذا.
ومن (مناقب الفقيه ابن المغازلي الشافعي) بإسناده رفعه ابن عباس رضي الله عنه عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «يا أيها الناس من آذى عليا فقد آذاني إن عليا أولكم إيمانا ، وأوفاكم بعهد الله ، أيها الناس من آذى عليا بعث يوم القيامة يهوديا أو نصرانيا ، فقال جابر بن عبد الله الأنصاري : يا رسول الله وإن شهد أن لا إله
__________________
(١) انظر ديوان الإمام عبد الله بن حمزة (مخطوط).
(٢) الحديث له شاهد في (العمدة) ص ١١٩ برقم (١٥٨). عن أبي ذر ، سبق تخريجه.