بسم الله الرّحمن الرّحيم
وبه أستعين.
الحمد لله الذي جعل الحمد إلى مزيد إحسانه سلّما ، ونصب على كل نوع من أنواعه علما (١) ، [استودع معالم دينه الذرية العلماء] (٢) وسخر بحار شرعه بعلوم السلالة الحكماء ، وجعلهم في الأرض بمنزلة الكواكب في السماء ، يستضاء بأنوار علومهم في ظلمات الخطوب الحوادث ، ويدفع بسورات حلومهم سطوات النوب الكوارث ، وصلى الله على محمد المستخرج من صفو خلاصة زيت الشجرة الإبراهيمية ، المصطفى من أغصان سامي فروع الدوحة الإسماعيلية ، المفضل على جميع البرية ، المؤيد بالبراهين الجلية ، وعلى ذريته الطاهرة الزكية ، والسلالة المرضية ـ الذين جعلهم الحكيم سبحانه بين الحق والباطل فرقانا ، وأنزل بوجوب مودتهم على جميع العباد قرآنا ؛ فقال تبارك وتعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) [الشورى : ٢٣] ؛ فروينا من طرق كثيرة بالأسانيد الصحيحة ، منها ما يتصل إلى عبد الله بن العباس رحمهالله وإلى غيره ، يرفعه إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه سئل : من قرابتك الذين أمرنا الله بمودتهم؟ قال : «فاطمة وولداها» (٣) ، وروينا عن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم
__________________
(١) في النسخة (ب) : من أنواع دينه علما.
(٢) سقط من (أ) وهو في (ب).
(٣) الحديث له طرق وشواهد كثيرة تصعب متابعتها ، انظر (الأمالي الخميسية) ١ / ١٤٨ ، (شواهد التنزيل) ١٣٧ ، و (فرائد السمطين) ٢ / ١٣ ، و (معجم الطبراني) ، (مسند ابن عباس) ، و (مناقب ابن المغازلي) ص ١٩١ ، وترجمة الإمام علي من تأريخ دمشق ١ / ١٤٨ ، و (الغدير) ٢ / ٣٠٧ ، وكتب التفسير المتعددة.