الإسلام دينا ، ولا يمكن أحد إلا يباهت دعوى شيء من ذلك ؛ وقد ذكرنا قصتهم في (الرسالة الهادية) مستوفاة فاستغنينا عن إعادتها هاهنا ؛ وعلي عليهالسلام بين ظهراني الجماعة فما أنكر شيئا من ذلك ولا غيره من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين وقد ذكرنا في الرسالة الهادية نساء بأسمائهن [كن] (١) مع أفاضل الصحابة معروفات النسب في العرب سوى من كان مع علي عليهالسلام ، وإن كان علي القدوة ولكن ذلك لا يزيد الأمر إلا تأكيدا ولا وجه لملكهن إلا كفر أهلهن.
وأظهر من ذلك لأهل المعرفة المتأملين أن الحسن بن علي عليهالسلام وهو الإمام المعصوم تزوج خولة ابنة منظور (٢) بن سيار من عبد الله بن الزبير وهو قرشي وهي فزارية وأبوها منظور بن سيار قريب الدار ، فلما علم أبوها بذلك دخل المدينة ونصب فيها لواء فما بقي قيسي حتى دخل تحته وقال : يا معشر قيس أمثلي يقتات عليه في ابنته (٣). والقصة طويلة معلومة لأهل البحث ، ولا نعلم لذلك وجها إلا أنه علم كفره ببعض مسائل الكفر فأسقط حكم ولايته على ابنته ووطئها صلوات الله عليه بعقد من الزبير وأمره ، وأولدها الحسن السبط الحسن الرضى عليهمالسلام وبما ذا يتعلق ويفصل بين الحق والباطل إن لم يرجع في هذه الأصول الدينية إلى ما ذكرناه.
__________________
(١) سقط من (ب).
(٢) خولة ابنة منظور بن زيان بن سيار الفزاري ، كما في الطبري.
(٣) في حاشية الأصل ما لفظه : نقلت حاشية على هذا المبحث بخط الوالد العلامة يحيى بن عبد الله بن زيد بن عثمان الوزير رضي الله عنه فقال ما لفظه : في هذا عندي كلام الإمام يحتاج إلى تحقيق لأن أول القصة : فلما وصل أبوها وفعل ما ذكره فارقها الحسن بن علي عليهماالسلام وردها والدها ، فلما خرج بها والدها من المدينة وسار بها عاتبته أن الحسن بن علي ، وأنه إن له رغبة فهو سيتبعنا فما شعر ذلك اليوم إلا وقد تبعه ، فأجاز له النكاح وأرجعها برضا والديها.
هذا الذي اطلعنا عليه ولعله في (مقاتل الطالبيين) أو غيره فيبحث عليه. (يحيى بن عبد الله بن عثمان بن الوزير عفا الله عنه).