من غايات الكفر ، وهو الذي حرق المصحف وقال الأبيات المشهورة :
أتوعدني بجبار عنيد |
|
وها أنا ذاك جبار عنيد |
إذا ما جئت ربك يوم حشر |
|
فقل : يا رب حرقني الوليد |
ثم أخذتها منهم بنو العباس سنة اثنتين وثلاثين ومائة إلى يوم الناس هذا ؛ فيوم كان الإسلام يعمل به ويوقف عند رسومه ، عدت ملة الإسلام من ترك شيئا من خصاله كان مرتدا ، وقتلوا وسبوا ولم يتناكروا في ذلك ، ونكحوا من السبي واستولدوا ، فأفضلهم علي بن أبي طالب سلام الله عليه أخذ خولة بنت يزيد من بني حنيفة من السبي ، وهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكذلك الصهباء أم حبيب ابنة ربيعة بن بجير من سبي بني تغلب فولدت له عمر بن علي ورقية بنت علي ، وقد ذكرنا هذا مبرهنا في (الرسالة الهادية بالأدلة البادية) وما ذكرنا من ذلك إلا ما هو سماع عمن نرتضي فما المانع أن يكون أصلا.
فأما ما أخذنا من كتاب (الردة) فهو كتاب قائم بنفسه وكان وضعه بأسانيده على جاري عادة أهل العلم فحذف الشيخ إسحاق قال : أسانيده لطلب التخفيف على جاري عادتهم في حذف الأسانيد عندنا ، وقد تقررت هذه المراجعة ووقع
__________________
ـ وَخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ* مِنْ وَرائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقى مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ) ، فدعا بالمصحف فنصبه غرضا للنشاب ، وأقبل يرميه ، وهو يقول :
أتوعد كل جبار عنيد |
|
فها أنا ذاك جبار عنيد |
إذا ما جئت ربك يوم حشر |
|
فقل يا رب خرّقني الوليد |
وذكر محمد بن يزيد المبرد [النحوي] أن الوليد ألحد في شعر له ذكر فيه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأن الوحي لم يأته عن ربه ، كذب أخزاه الله. من ذلك الشعر :
تلعب بالبرية هاشمي |
|
بلا وحي أتاه ولا كتاب |
فقل لله يمنعني طعامي |
|
وقل لله يمنعني شرابي |
فلم يمهل بعد قوله [هذا] إلا أياما حتى قتل.
المصادر : (مروج الذهب) ٣ / ٢٢٨ ، ٢٢٩ ، الطبعة الرابعة ١٣٨٤ ه.