تضمنت الفتوى كنا نعلمها في سناع (١) وذلك لقرب العهد معلوم ، وأفتوا بأن دارهم دار حرب ، وصرحوا بذلك وصوبنا ما قالوا وما أفتوا به ؛ لأنه الحق الذي نعلمه ويعلمه العلماء ، ولقد أفتى عليهالسلام في المطرفية الكفرة بهذه الفتوى ، وصرح بذلك في رسالة سماها : (الواضحة الصادقة في بيان ارتداد الفرقة المارقة) (٢) وذكر فيها أن دارهم دار حرب ، وذكر في كتاب (العمدة في الرد على المطرفية المرتدة ومن وافقوا من أهل الردة) وهو كتاب موجود عندهم فيما نظن في الناحية ، وهو اليوم في اليمن نسخ كثيرة بعضها بخط الإمام عليهالسلام ، وأصل (٣) كتاب (العمدة) رسالة الإمام عليهالسلام وشرح الرسالة من القاضي شمس الدين أيده الله تعالى ، فاجتمع الإمام والعالم وهما قدوة العصر وبعده ، ولو لم نقف على ذلك منهما لعلمنا صحة ما علمنا ، وقلنا بما قلنا ، لكون أصوله عندنا معلومة من فعل السلف رضوان الله عليهم أجمعين ولكن ذلك زيادة بيان وصقل برهان ، وتصفية أذهان ، وتقوية إيمان.
قال في فصل في آخر كتاب (العمدة) : نذكره بغير زيادة ولا نقصان وهو مسموع من الإمام عليهالسلام والعالم رضي الله عنه بل معلوم ضرورة بتواتر النقل.
__________________
(١) سناع : بفتح السين والنون ثم عين مهملة ، هي قرية ناحية البستان قريبة من حدة ، وقد كانت من قرى العلم المشهورة ، وهي تشابه حدة في الغيول والأشجار ، وفيها قبر القاضي جعفر بن أحمد بن عبد السلام بن يحيى الأبناوي البهلولي ، المتوفى سنة ٥٧٣ ه ، ويسكن سناع من الأشراف بنو المطاع من ولد العباس بن علي.
انظر (مجموع بلدان اليمن وقبائلها) ١ / ١٢١ ، ٢ / ٤٣٠.
(٢) لم نجدها مخطوطة بهذا الاسم ، ولعلها المذكورة باسم (رسالة في الرد على المطرفية) ـ خ ـ نسخة منها في الجامع الكبير ، وأخرى بالجامعة العربية برقم (٣١٥٣).
(٣) في (ب) : أو أصل.