قلت : مصره هي البصرة.
وعن الأحنف قال : ما كذبت منذ أسلمت إلّا مرّة ، سألني عمر عن ثوب بكم أخذته؟ فأسقطت ثلثي الثمن (١).
وقال خليفة (٢) : توجّه ابن عامر إلى خراسان وعلى مقدّمته الأحنف.
وقال ابن سيرين : كان الأحنف يحمل ، يعني في قتال أهل خراسان ، ويقول :
إنّ على كلّ رئيس حقّا |
|
أن يخضب الصّعدة أو يندقّا (٣) |
قال : وسار الأحنف إلى مروالرّوذ ، ومنها إلى بلخ ، فصالحوه على أربعمائة ألف ، ثم أتى الأحنف خوارزم ، فلم يطقها ، فرجع (٤).
وقال ابن إسحاق : خرج ابن عامر من خراسان قد أحرم من نيسابور بعمرة ، وخرج على خراسان الأحنف فجمع أهل خراسان جمعا كبيرا ، واجتمعوا بمرو ، فقاتلهم الأحنف وهزمهم وقتلهم ، وكان جمعا لم يجتمع مثله قطّ.
وقال أيّوب السّختيانيّ ، عن محمد قال : نبّئت أنّ عمرا ذكر بني تميم فذمّهم فقام الأحنف فقال : إنّك ذكرت بني تميم فعمّمتهم بالذّمّ ، وإنّما هم من الناس ، فيهم الصّالح والطّالح ، فقال : صدقت. فقام الحتات ـ وكان يناوئه ـ فقال : يا أمير المؤمنين ائذن لي فلأتكلّم ، قال : اجلس ، فقد كفاكم سيّدكم الأحنف (٥).
__________________
(١) تهذيب تاريخ دمشق ٧ / ١٤ وذكر ابن عساكر في ذلك حكاية.
(٢) في تاريخه ـ ص ١٦٤ (حوادث سنة ٣٠ ه.).
(٣) في : تاريخ خليفة ١٦٥ وسير أعلام النبلاء ٤ / ٩٠.
«أن يخضب القناة أو تندّقا».
وزاد الطبري في تاريخه ٤ / ١٦٩ :
إن لنا شيخا بها ملقّى |
|
سيف أبى حفص الّذي تبقّى |
والمثبت يتفق مع ابن عساكر في التهذيب ٧ / ١٧.
(٤) تاريخ خليفة ١٦٥.
(٥) تهذيب تاريخ دمشق ٧ / ١٥.