ثم تكلّم خطيب القوم عبيدة بن هلال ، فأبلغ.
ثم تكلّم ابن الزبير ، فقال في آخر مقالته : أنا وليّ عثمان في الدنيا والآخرة ، قالوا : فبرئ الله منك يا عدوّ الله ، فقال : وبريء الله منكم يا أعداء الله ، فتفرّقوا على مثل هذا.
ورحلوا ، فأقبل نافع بن الأزرق الحنظليّ ، وعبد الله بن صفوان (١) السعدي ، وعبد الله بن إباض ، وحنظلة بن بيهس ، وعبد الله ، وعبيد الله ، وابن الماحوز اليربوعي ، حتى قدموا البصرة ، وانطلق أبو طالوت ، وأبو فديك عبد الله بن ثور ، وعطيّة اليشكري ، فوثبوا باليمامة ، ثم اجتمعوا بعد ذلك على نجدة بن عامر الحنفي الحروريّ (٢).
ولما رجع مروان إلى دمشق إذا مصعب بن الزبير قد قدم في عسكر من الحجاز يطلب فلسطين ، فسرّح مروان لحربه عمرو بن سعيد الأشدق ، فقاتله ، فانهزم أصحاب مصعب (٣).
وورد أنّ مروان تزوّج بأم خالد بن يزيد بن معاوية ، وجعله وليّ عهده من بعده ، ثم بعده عمرو بن سعيد ، ثم لم يتمّ ذلك (٤).
* * *
وفيها بايع جند خراسان سلم بن زياد بن أبيه ، بعد موت معاوية بن يزيد ، وأحبّوه حتى يقال : سمّوا باسمه تلك السنة أكثر من عشرين ألف مولود ، فبايعوه على أن يقوم بأمرهم حتى يجتمع الناس على خليفة ، ثم نكثوا واختلفوا ، فخرج سلم وترك عليهم المهلّب بن أبي صفرة ، فلقيه بنيسابور عبد الله بن خازم (٥) السلمي فقال : من ولّيت على خراسان؟ فأخبره ، قال : ما وجدت في مصر رجلا تستعمله حتى فرّقت خراسان بين بكر بن وائل وأزد
__________________
(١) في تاريخ الطبري ٥ / ٥٦٦ «صفار».
(٢) تاريخ الطبري ٥ / ٥٦٥ ، ٥٦٦.
(٣) تاريخ الطبري ٥ / ٥٤٠ ، ٦١٠.
(٤) تاريخ الطبري ٥ / ٦١٠ ، ٦١١.
(٥) في الأصل هنا وفيما يستقبلك «حازم».