درس قرآنيّ في كيفية الاستعداد للقتال
وهكذا نعرف من خلال ذلك ، أن الاستعداد للقتال لم يكن منسجما مع الحالة النفسية الكارهة للقتال ، المحبّة للسلامة. وتلك هي نقطة الضعف الكامنة في الداخل ، التي كانت تستيقظ في بعض الحالات ، لتثير فيهم نوعا من التردّد والاهتزاز الذي لا يلبث إلّا قليلا ، ثم يفعل الإيمان فعله ، ليثبّت المؤمنين ويقودهم إلى المسيرة الظافرة في طريق الجهاد والشهادة. وهكذا يثير القرآن ـ في آياته ـ الأجواء الذاتية في داخل المسلمين وخارجهم ، فيحدّثنا عن نقاط الضعف ، في حديث توعية وتنبيه وتحذير ، من أجل مراقبة ذلك كلّه في أنفسنا ، لنواجه حالات الاهتزاز الداخلي والخارجي بالمزيد من عوامل التركيز والتثبيت ، فإن الإنسان الذي لا يكتشف نقاط ضعفه ، لا يستطيع تنمية عناصر قوته ، لأن الهروب من وعي المشكلة لا يهزمها ، بل يعقّدها ويشلّ فيها إمكانية الحلّ ... وهذا هو السبيل الذي يريد الإسلام للمسلم أن يسير فيه : أن يواجه الواقع كما هو ، فيعترف بسلبياته وإيجابياته. ثم يعالج السلبيات من مواقع الإيجابيات ، لينتهي إلى النصر والفلاح من موقع المواجهة القوية ، بكل ما تستلزمه من آلام وتضحيات ، لأن ذلك هو الوسيلة الفعلية لإحقاق الحق وتحويله إلى قوة متحركة في الواقع.
* * *
إرادة الله تعالى إحقاق الحق وقطع دابر الكافرين
(وَيُرِيدُ اللهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ) ويثبّته بوحيه وسننه في الكون ، ليكون هو المهيمن على حركة الحياة ، وتكون قيادته الرسولية هي الحاكمة لها