شعيب أن يحذّر منه ، فيهيب بقومه أن لا يحرموا المؤمنين من حريتهم ، كما لا يريدون هم أن يحرمهم الآخرون من هذه الحرية ، وأن لا ينحرفوا بالطريق عن الخط المستقيم ، لتتحرك في الاتجاه المعوج ، لأن ذلك يبعدهم عن الاتجاه السليم الذي ينقذ حياتهم وحياة الآخرين.
* * *
شعيب في موقع التذكير والتحذير لقومه
(وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ) في ما أفاض الله عليكم من نعمه ، حيث جعل منكم قوة بعد أن كنتم في مواقع الضعف ، من خلال موازين الكثرة والقلة ، فقد تنفع الذكرى ، فتوحي إليكم بأن الذي أعطاكم نعمة القوة بالكثرة ، قادر على أن يسلبكم ذلك بالقلّة ، فلا بد من شكر هذه النعمة ، بالسير على ما يريده الله منكم.
(وَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) الذين استغلّوا نعم الله في إفساد البلاد والعباد ، فأهلكهم الله بذنوبهم بعد أن ظنوا أن الحياة قد فتحت لهم ذراعيها ، ومنحتهم كل شيء ، واغتروا بكثرتهم وقوّتهم ، ولكن قضايا المصير ترتبط بنهايات الأمور لا ببداياتها ... فانظروا كيف كانت عاقبتهم السيئة ، وكيف تحوّل كل ذلك الجوّ المملوء بالكبرياء والخيلاء إلى جوّ مليء بالحقارة والذلّة والبلاء ...
* * *