يلاحق شخصا آخر في عملية ملاحقة سريعة. وربما كان في هذا إشارة إلى أن الليل هو الأصل والنهار طارئ ، فلم يكن هناك قبل الشمس ضياء ، فكأن النهار في مجيئه وإشراقه قد أخذ من الليل سلطانه ، فبدأ الليل في محاولة دائمة وطلب حثيث لاسترجاع بعض ما فقده من ذلك ...
* * *
كل ما في الكون طوع أمر الله تعالى
(وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ) فقد خلقها الله وحركها بإرادته وقدرته ، وسخّرها بأمره ، ليؤدي كل واحد منها دوره في حركة الحياة وفقا للقوانين الحكيمة التي أودعها الله فيها ، في نظام دقيق حكيم لا تختلف أوضاعه ولا ترتبك مسيرته ، وأراد للإنسان أن ينتفع بذلك كله ، في ما وهبه من عقل وما مكّنه من وسائل القدرة ... (أَلا لَهُ الْخَلْقُ) فلا خالق غيره ، ولا يملك الخلق إلا هو ، (وَالْأَمْرُ) فلا أمر إلا أمره ، لا أمر لأحد مع أمره. فإذا أراد شيئا ، فإنه يقول له كن فيكون. (تَبارَكَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ) فله البركة التي تمتد بكل البركات على كل العالمين ، فهو الرب لكل شيء لا رب غيره ، ولا إله سواه ...
* * *
من أحبّ الله أحبّ عباده
(ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً) بكل خشوع وذلّة ومسكنة ، وافتحوا قلوبكم إليه ، وأشهدوه على أنفسكم أنكم عباده الخاضعون المستكينون ، وارفعوا إليه أكفّ الضراعة ، ليعطيكم ما تحتاجون إليه من كل شيء ، لأنه القادر على كل شيء ... (وَخُفْيَةً) في أنفسكم ، لتعيشوا الشعور الحميم بأنكم معه في كل