عن الفرّاء ، وسموا بذلك لأنهم يملأون المحافل (١).
(قَوْمِهِ) : القوم : الجمع الذي يقوم بالأمر.
(أُبَلِّغُكُمْ) : الإبلاغ : إيصال ما فيه بيان وإفهام ، ومنه البلاغة.
(وَأَنْصَحُ) : أخلص النية من شائب الفساد في المعاملة.
(الْفُلْكِ) : السفن ، للواحد وللجمع.
(عَمِينَ) : جمع عم ، وهو من عمى البصيرة ، والأعمى من عمى البصر.
* * *
موقع الإيمان هو موقع البحث عن الحقيقة
وتتوالى الآيات وتتتابع متناولة موضوع توحيد الله ، في مواجهة الشرك به أو تكذيب آياته. وهي ، هنا ، تستخدم أسلوبا حيا ، يريد الله للإنسان من خلاله أن يعيش تاريخ الرسل والرسالات ، كي يعرف وحدة الطروحات التي قدّموها ، ووحدة الأساليب الّتي استعملوها في مواجهة الفئات المتمرّدة على الرسالات ... ويفهم ـ من خلال ذلك ـ طبيعة العقلية التي كانت تحكم من وقفوا ضد الرسل ، ليخرج بنتيجة حاسمة ، وهي أن البشرية ـ في مرافقتها لمسيرة الرسالات والرسل ـ تنطلق في موضوع الإيمان من موقع واحد ، كما تنطلق في موضوع الكفر من قاعدة واحدة. أمّا موقع الإيمان ، فهو موقع البحث عن الحقيقة ، فالإنسان الذي يعيش هذا الهاجس الداخليّ ، لا يمرّ بالأفكار التي تقدم إليه مرورا عابرا ، بل يعمل على الاستماع إليها جميعا ،
__________________
(١) مجمع البيان ، ج : ٤ ، ص : ٦٦٧.