صالح متحرّك ، لنواجه النتائج الإيجابية في أجواء التقوى ، والنتائج السلبية في أجواء الكفر والاستكبار ... وتلك هي قصة الرسالات مع الناس في حركة البداية والنهاية.
* * *
وجوب اتباع الرسل والتقيد بتعاليمهم
(يا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ) من عند ربكم (يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آياتِي) التي نهديكم سواء السبيل ، وتقودكم إلى سعادة الدنيا والآخرة ، وتنذركم عذاب النار ، وتبشركم بنعيم الجنة ، تبعا لأعمالكم الخيّرة أو الشريرة ... فاتّبعوها وسيروا على الخط الذي تقودكم إليه ، أو واجهوا النتائج السلبيّة. (فَمَنِ اتَّقى وَأَصْلَحَ) ووعى موقفه من الله ، خائفا مقام ربه ، وناهيا النفس عن الهوى ، مصلحا أمره في فكره وعمله ، (فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) من عذاب الله في جهنم ، لأن الله قد أعطى المؤمنين الصالحين الأمن من كل خوف (وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) في ما يواجه الناس من أهوال يوم القيامة ؛ فإن الله قد منحهم الفرح الكبير في ما يستقبلهم من لطفه ومغفرته ورضوانه في جنات النعيم.
(وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا) بعد أن أقام الله عليهم الحجة ، بما قدمه لهم من براهين ، (وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها) فلم يخضعوا للحقيقة الإلهية التي تمثلها آياته ، كما هو شأن الكثيرين من الناس الذين يمتنعون عن الخضوع للحقائق الفكرية والعملية ، لا لوجود شبهة تمنعهم من الرؤية الواضحة ، بل لعقدة الكبرياء الذاتي الذي يمنع الإنسان من إجراء أية عملية تغييرية لأسلوبه في التفكير أو طريقته في العمل ، أو لقناعاته المتوارثة ، تماما ككل المستكبرين على أكثر من مستوى عند ما يستسلمون للعقدة الاستعلائية المرضيّة المستحكمة فيهم ، من أجل الحصول على امتيازات لا يستحقونها ، أو الوصول إلى مواقع لا