ورد تأكيد قراءة (الملكين) ـ بالفتح ـ في رواية ذكرها القمي في تفسيره عن الإمام الصادق عليهالسلام وفي (عيون أخبار الرضا) عن الإمام علي بن موسى الرضا عليهالسلام : «فجاء إبليس فقال : إنكما إن أكلتما من هذه الشجرة التي نهاكما الله عنها صرتما ملكين وبقيتما في الجنة أبدا وإن لم تأكلا منها أخرجكما الله من الجنة» (١).
* * *
آدم وحواء ـ معا ـ في موقع المسؤولية السلبية والإيجابية
جاء في التوراة أن حواء هي أصل الإغواء ، وهي التي أغرت آدم بالأكل من الشجرة ، وأنها كانت وسيلة الشيطان لإقناع آدم ، الأمر الذي يوحي بأن المرأة هي العنصر الإغرائي الذي يستخدمه الشيطان لإغواء الرجل فيكون ضحية لها في هذا الجانب.
أمّا القرآن ، الذي هو الكتاب المعصوم من التحريف الذي (لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ) [فصلت : ٤٢] ، فإنه لا يتحدث عن أيّة حالة سلبية للمرأة ـ حواء ـ في إغواء الرجل ـ آدم ـ فليست هناك أيّة مشكلة في علاقتهما ببعضهما البعض في حياتهما المشتركة ، بل يتحدث عن أن التكليف كان موجها إليهما معا على أساس المسؤولية المستقلة لكل واحد منهما ، وإذا كان الخطاب الأول لآدم فقد أضاف إليه زوجه (وَيا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ) وأباح لهما الأكل من حيث شاءا وخاطبهما معا بالنهي عن الأكل من الشجرة (فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ).
وكانت وسوسة الشيطان لهما معا ، فلم يخاطب حوّاء وحدها في
__________________
(١) تفسير نور الثقلين ، ج : ٢ ، ص : ١٣.