وأصله الإقبال على الشيء بوجه من الوجوه.
(تَأْوِيلَهُ) : التأويل : ما يؤول إليه حال الشيء ، وهو «من الأول ، أي الرجوع إلى الأصل» ، ـ كما يقول الراغب (١).
(شُفَعاءَ) : الشفاعة : الانضمام إلى آخر ناصرا له وسائلا عنه ، وأكثر ما يستعمل في انضمام من هو أعلى حرمة ومرتبة إلى من هو أدنى. ومنه الشفاعة في القيامة.
* * *
تحاور أصحاب الجنة وأصحاب والنار
وهناك حوار آخر يدور بين أهل الجنة وأهل النار ، يتدخّل فيه أهل الأعراف ليحاوروا أهل النار بطريقة إنكارية تأنيبيّة. وتنطلق الآيات في هذا الجوّ لتثير أمام الإنسان بعض المفاهيم والمواقف ، وتوضح بعض المظاهر الاستعراضية التي لا زال البعض يمارسونها في الحياة الدنيا ، فينخدع بها بعض البسطاء في أجواء الغفلة والنسيان.
(وَنادى أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابَ النَّارِ). الآية توحي أن هناك منطقة يشرف فيها أهل الجنة على أهل النار ، فيرون بعضهم بعضا ، ويسمع أحدهم الآخر ... وربما كان بين هؤلاء وأولئك علاقة معرفة أو قرابة أو جوار في الدنيا ، وربما كان بينهم هناك حوار في قضايا الإيمان والكفر وما يؤدّيان إليه من جنة أو نار. وكان الكفّار ينكرون ذلك كله ويسخرون باليوم الآخر ، بينما كان المؤمنون يؤكدون ذلك ويخوفونهم ويحذرونهم من نتائج أعمالهم ... ومرّت الأيام ،
__________________
(١) مفردات الراغب ، ص : ٢٧.