الرفض العملي ، لأن القيمة ليست في الممارسة ، بل في الروح التي يختزنها الإنسان المؤمن في نظرته إلى الدنيا ، بحيث لا يسقط روحيا أمام حاجاته الضاغطة عليه لمصلحة مواقعه وامتيازاته فيها.
وفي هذا الجو ، ينطلق المسؤولون في مسئولياتهم العامة ، من دون خداع الناس بالجانب المظهري الذي يتمظهرون فيه بالزهد الشكلي ليجتذبوا الناس إليهم من خلال الشفقة التي يحصلون عليها من خلال ذلك ، لأن التوجيه الاسلامي يربط الناس بالمسؤولين من خلال صدقهم في الكلمة وفي الوعد والعهد وعدلهم في الحكم وإخلاصهم لله في حركة المسؤولية ، كما جاء في حديث الإمام الرضا عليهالسلام. وربما كانت إيحاءات هذه الآية في الإنكار على من حرّم زينه الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ، أنها تنفتح على المزيد من التخطيط للشكل الحضاري والتطور الإنساني في الحياة المدنية ، التي تضع في حساباتها تطوير الواقع المدني للإنسان والحاجات الحيوية الحسية له من دون أية عقدة دينية في هذا الجانب ، فيمكن للقائمين على شؤون الإسلام والمسلمين أن يعملوا في خطة تصاعدية للسير بالواقع الإسلامي في حركة التطور في جميع الأوضاع المتحركة في الحاجات العامة.
* * *
المؤمن أولى بنعم الله
(قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) وأطاعوا الله ، وحصلوا على رضاه (خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ) لا يشاركهم فيها غيرهم من الكافرين ، كما شاركوهم بها في الدنيا. وربما كان المراد أنها للمؤمنين في حياتهم الدنيا ، قد منّ الله عليهم بها ليستمتعوا ، فليس لهم أن يمنعوا أنفسهم منها تحت تأثير أية فكرة توحي لهم بالتحريم ، فإن الله لم يبحها للكافرين ليحرّمها على المؤمنين ، بل هم أحق