في كلّ خطوط السير. (وَيَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ) ويستأصلهم باستئصال قوّتهم العسكرية والسياسية ، ويهدم عنادهم وكبرياءهم ، ويهزم كل مواقع التحدي التي يواجهون بها المسلمين. ولا بدّ للوصول إلى هذا الهدف ، من معارك ضارية يقف فيها المسلمون في خط المواجهة للكافرين المعتدين ، لأن القوة لا بد من أن تجابه بالقوة ، كما أن عملية النصر ليست دعاء يدعو به الداعون في مواقف الخشوع في الصلاة ، وليست تمنيات يحلم بها الحالمون في ما يعيشونه من أحلام اليقظة والمنام ، بل هي موقف صمود وصبر وهجوم ودفاع ومواقف للتحدّي المضاد الذي يرد التحديات ويواجهها بتحدّيات مماثلة ، فإذا عاش الإنسان حالة الضعف قليلا في تلك المواقع ، كان الدعاء سبيل قوّة روحية يستمدها من ارتباطه بالله ، وكان النصر حلما روحيا يتحرك في خط الواقع وحركته ، في تطلّع خاشع نحو الغيب القادم من لطف الله ورحمته.
(لِيُحِقَّ الْحَقَ) ويجعله القوة الوحيدة التي تحكم الساحة ، في ما يوحي به من فكر ، وما يركز من مفاهيم وما يشرّع من شريعة ... (وَيُبْطِلَ الْباطِلَ) ويهدمه في جميع مجالاته الفكرية والروحية والعملية ، في خط العقيدة والسياسة والاقتصاد والاجتماع في حالة الحرب والسلم ، من موقع الإرادة التي تريد للحق أن ينتصر ، وللباطل أن ينكسر في معارك الحق والباطل في كل ساحات الصراع ، من خلال جهاد المجاهدين ، ودعوة الداعين ... (وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ) الذين يعيشون الحياة للجريمة ، لتكون الجريمة أداة لتحقيق المطامع الذاتية ، على حساب المبادئ الخيّرة القائمة على الحق والإيمان.
* * *