النبي لا يتبع إلا ما يوحى إليه
(وَإِذا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ) مما يقترحونه عليك من معجزات وآيات على سبيل التعنّت والتعجيز ، (قالُوا لَوْ لا اجْتَبَيْتَها) وجئت بها ، إذ كان يخيل إليهم أن النبي يملك القدرات الغيبيّة التي يستطيع من خلالها أن يغير وضع العالم من حوله بطريقة المعجزة. (قُلْ إِنَّما أَتَّبِعُ ما يُوحى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي) لأن النبي لا يملك قدرة المعجزة ، بل هي خاضعة لقدرة الله الذي قد يشاء إيجادها في حالات معيّنة ، أمّا دور النبي فهو اتباع ما يوحي به إليه الله من رسالته في عملية دعوة واتباع.
* * *
كتاب الله بصائر فكرية وروحية للإنسان
(هذا بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ). إنه الوحي الذي أنزله الله في قرآنه ؛ إنّ آياته تمثّل الوسائل الفكرية والروحية التي يبصر الناس من خلالها آفاق الخير والنجاح والسعادة ، وتفتح لهم سبل الهدى التي تنتهي بهم إلى النهايات الرضية عند الله ، وتفيض عليهم من رحمته ما يملأ قلوبهم بالسكينة وأرواحهم بالتفاؤل والإشراق والأمل ، وذلك كله عند ما يعيش هؤلاء الناس فكر الإيمان وروحه وحركته وفاعليته ، فيبصرون به ويهتدون بهداه ، ويتقبّلون رحمة الله من خلاله.
* * *
الإنصات والاستماع لقراءة القرآن
(وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا) لتعيشوا مع آياته أجواء الروح