يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعَذابِ (١٦٤) إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ
____________________________________
(ع) وفي البرهان عن الكافي واختصاص الشيخ المفيد مسندة. وقيل في هذه الآية من دون الله باعتبار ان اتخاذ الأنداد حتى بالمعنى العام المذكور انما هو نكوص عن معرفة الله وحقيقة إلهيته وقدس توحيده وعبادته او نكوص عن طاعته واتباع شريعته ومن امر باتباعه (يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ) لصدق عرفانهم له في إخلاصهم في توحيده ويقينهم بأن الخلق والأمر بيده وهو الرحمن الرحيم (وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا) باتخاذهم الأنداد وتعديهم حدود الله في العدل (إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ) ويشاهدون أهواله وانه ليس من دونه نصير (أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً) جملة ان القوة أي مصدرها مفعول ليرى (وَأَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعَذابِ) عطف على مفعول يرى. وفي الآية توبيخ شديد وتسفيه لهؤلاء بالإشارة الى انهم لا يهتدون بعقولهم ودلالة العقل على وحدانية الله في الإلهية وانحصار القوة الإلهية به. ولزوم اتباع أوامره فيمن امر باتباعه. واتباع نواهيه فيمن نهى عن الضلال باتباعه. ولا يهتدون الى اليقين بما توعد الله به من انواع العذاب الأليم في يوم القيامة. وانه ليس من دونه وليّ ولا نصير. بل هؤلاء كالبهائم لا تلتفت إلا الى ما تراه وتحسه. فلو ان هؤلاء الظالمون حينما يرون بالحس عذاب القيامة وما تذكره الآيتان بعد هذه الآية من أهوالها ويرون انحصار القوة الإلهية بالله وشدة عذابه لأقلعوا عن غيهم واتخاذهم الأنداد وأنابوا الى توحيد الله وطاعته. وحذف جواب «لو» لدلالة المقام عليه اختصارا. وليقدر بكل نحو يناسب المقام. قال امرؤ القيس
«فلو أنها نفس تموت سوية |
|
ولكنها نفس تساقط أنفسا» |
وقد مرّ بعد الآية السابعة والعشرين شيء من شواهد الحذف لدلالة المقام ١٦٤ (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا) في التبيان والبيان العامل في إذ قوله تعالى (شَدِيدُ الْعِقابِ) والأظهر انها بدل من إذ يروا العذاب او عطف بيان فالعامل فيها «لو يرى» (وَرَأَوُا الْعَذابَ) جميعا التابعون والمتبوعون (وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ) السبب هو الحبل الذي يتوصل به الى الصعود فإذا انقطع بالشخص المتعلق به آيس من نجاته من ورطته. كنى بذلك عن انقطاع