فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٨١) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (١٨٢) أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ
____________________________________
أي عما كان بينها وبين زوجها. وبما ذكرناه جاءت الرواية عن اهل البيت «ع» كما في الكافي في مرسل علي بن ابراهيم المضمر وصحيح محمد بن سوقه عن الباقر «ع». وفي الفقيه في مرفوعة يونس عن الصادق «ع». ورواه ابن جرير من الجمهور في تفسيره عن ابن عباس وقتادة والربيع وابراهيم بل والسدي ولم يذكر خلافا صريحا إلا عن مجاهد (فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ) بيان للأمن من إثم التبديل المذكور في الآية وتخصيص عمومه واكتفى برفع توهم الحظر لأن جهة الوجوب في هذا الإصلاح واضحة ولزيادة التأمين قال تعالى (إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) للمذنبين. فكيف يخاف من أصلح وردّ جور الوصية الى حق الشريعة ١٨١ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ) وفرض (عَلَيْكُمُ الصِّيامُ) وهو في اللغة الإمساك والكف عن الشيء قيل ومنه قول النابغة الذبياني
«خيل صيام وخيل غير صائمة |
|
تحت العجاج وخيل تعلك اللجما» |
ويراد به في الشرائع إمساك مخصوص على حسب ما تقتضيه المصلحة في تخصيصه وحدوده في الشريعة ولا يخرج بإرادة الخصوصية ولا بفهم الخاص بقرائن الشريعة عن كونه مصداقا للمعنى اللغوي (كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) أي ككتابته عليهم وحظيتم بفضله واللطف به كما حظوا. وقيل المراد تسلية المؤمنين بذلك وقد دلت الآثار على انه مختلف بحسب الشرائع في الحدود والوقت. ففي رواية العلل عن الإمام الحسن المجتبىعليهالسلام عن جده «ص» ان الصوم على الأمم كان اكثر مما هو على المسلمين في شهر رمضان. وفي رواية الفقيه عن حفص بن غياث عن الصادق عليهالسلام ان صوم شهر رمضان لم يفرض على الأمم قبلنا وإنما فرض على الأنبياء. وقد اختلفت روايات الجمهور في هذا المقام (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) بمعنى لتتقوا بلام الغاية وأبدلت بلعلّ لكون التقوى اختيارية وحصول التقوى بالصوم هي الغاية العامة للناس وان اشتمل على غايات أخر لكسره للشهوات الباعثة على المعاصي ١٨٢ (أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ) لا تتجاوز مقدار الشهر الى الأشهر. وقوله تعالى بعد آية شهر رمضان. (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كانَ مَرِيضاً) الآية. يبين فيه مقدار الأيام ومحلها. والعامل في أياما هو الصيام وهو كاف في العمل في الظرف فلا حاجة الى فضول التقدير (فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً)