وَاسْمَعُوا وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ (١٠٣) ما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (١٠٤) ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها
____________________________________
من السفر الخامس. وفي الرابع والستين والثامن والسبعين من مزاميرهم. وفي ترجمة الأناجيل بالعبرانية و «نا» ضمير المتكلم وفي العبرانية تبدل الفها واوا او تمال الى الواو فتكون راعنا في العبرانية بمعنى شريرنا ونحو ذلك. وراعنا في العربية فسرها في التبيان استمع منا ونسمع منك وفي القاموس استمع لمقالي وفي النهاية المراعاة الملاحظة ونهى المؤمنون عن قولهم لرسول الله (ص) راعنا لئلا يتخذها اليهود في خطابهم لرسول الله وسيلة لسبه والطعن في الدين (وَاسْمَعُوا) ما يقول الرسول (وَلِلْكافِرِينَ) الذين يسبون رسول الله او الذين لا يسمعون قوله (عَذابٌ أَلِيمٌ ١٠٣ ما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَلَا) من (الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ) من زائدة لوقوعها في حيز النفي وفائدتها بيان الاستغراق وتأكيده (مِنْ رَبِّكُمْ وَاللهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ) ورسالته (مَنْ يَشاءُ) على مقتضى المصلحة والأهلية فإنه اعلم حيث يجعل رسالته (وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) لا يمنع فضله عمن هو اهل من أي قوم كان ١٠٤ (ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ) قد سمى القرآن ما جاء في الكتب الإلهية السابقة بالآية والآيات ومدح من يتلوها ففي سورة آل عمران بعد ذم اهل الكتاب ١٠٩ (لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتْلُونَ آياتِ اللهِ آناءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ) وفي سورة مريم بعد ذكر النبيين والصالحين من السلف ٥٩ (إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُ الرَّحْمنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيًّا فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ) الآية وفي سورة الزمر ٧١ (أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آياتِ رَبِّكُمْ) والنسخ والتبديل نظيران والظاهر ان المراد تبديلها لا تبديل حكمها بالنسخ الاصطلاحي فإن في الثاني تجوز لا قرينة عليه بل قد يمنع منه السياق والضماير (أَوْ نُنْسِها) بضم النون الأولى وسكون الثانية وكسر السين وحذف الياء حرف العلة للجزم بالعطف على ننسخ وهو من النسيان وأنسى بالألف اللينة حرف العلة ينسى بالياء في آخرها لا من النسيء وانسأ ينسأ بالهمزة في الأواخر ولو كان من ذلك لكان جزمه بسكون الهمزة أو الياء إذا أبدلت ياء إذ لا يجوز حذفها لأنها ليست بحرف علة وان مناسبة السياق في الآية التي قبلها لتشير الى ان المضمون هو انه وان كبر على اهل