قُلْ بِئْسَما يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٩٣) قُلْ إِنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللهِ خالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٩٤) وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (٩٥) وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ
____________________________________
الأوثان وعبادته وحده وطاعة الأنبياء واحترامهم والإيمان برسول الله وكتابه. أفتقولون ان إيمانكم المزعوم الموهوم أمركم بما ذكر من أفعالكم القبيحة إذن (قُلْ بِئْسَما يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمانُكُمْ) واين منكم الإيمان ولكن قيل (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) للمجاراة في خطابهم والتنازل من النفي الى صورة التشكيك وهذا من بديع الأساليب في التقريع والتوبيخ. ومن افحامهم بالحجة انهم يدعون انهم هم شعب الله ولهم الآخرة والنجاة والنعيم وانهم أبناء الله وأحباؤه كما في سورة المائدة ويذكرون في توراتهم انهم ابن الله البكر فقال الله لرسوله ٩٢ (قُلْ) لهم (إِنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللهِ خالِصَةً) مختصة بكم (مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ) شوقا لما أعد في الآخرة من النعيم العظيم الدائم والسعادة الكبرى لأهلها (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) في زعمكم عارفين بصدقكم ٩٣ (وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ) من موبقات الخطايا والضلال وإن جحدوا ذلك فإنه لا يخفى على الله (وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ٩٤ وَ) زيادة على انهم لا يتمنون الموت (لَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ) أي حياة ما وإن كانت قليلة (وَ) احرص على الحياة (مِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا) الذين ينكرون المعاد والنعيم بعد الموت (يَوَدُّ أَحَدُهُمْ) من حرصهم على الحياة (لَوْ يُعَمَّرُ) الظاهر ان «لو» بعد «ودّ. ويودّ» مصدرية كما حكاه في المغني عن الفراء وأبي علي وأبي البقا والتبريزي وابن مالك. يؤتى بها بدل «ان» فيما كان مدخولها بعيد الحصول او ممتنعا في نفسه او بحسب العادة. او يراد ابرازه بصورة البعيد او الممتنع. وذلك كما في الآية والآية ١٠٣ وسور آل عمران ٢٨ و ٦٢ والنساء ٤٥ و ٩١ و ١٠٣ والحجر ٢ والأحزاب ٢٠ والقلم ٩ والمعارج ١١. وما لا يكون كذلك تأتي فيه مكان «لو» أن المفتوحة المشددة المصدرية كما في سورتي الأنفال ٧ وهود ٨٢. أو «ان» الساكنة المصدرية كما في هذه السورة ٩٩ و ٢٦٨. أو «ما» المصدرية كما في سورة آل عمران ١١٤ وليس في «لو» هذه معنى التمني كما هو ظاهر وبدليل ان ما يقع بعد الفاء متفرعا على ما بعدها لم يجئ في القرآن إلا