الشداد ، لها هدة (١) وغضب وزفير وشهيق ، وانها لتزفر الزفرة فلو لا ان الله اخرهم للحساب لأهلكت الجمع ، ثم يخرج منها عنق (٢) فيحيط بالخلائق البر منهم والفاجر. فما خلق الله عبدا من عباد الله ملكا ولا نبيا الا ينادى رب نفسي نفسي ، وأنت يا نبي الله تنادي أمتي أمتي ، ثم يوضع عليها الصراط أدق من حد السيف عليه ثلاثة قناطر ، فأما واحدة فعليها الامانة والرحم ، والثانية فعليها الصلوة ، واما الثالثة فعليها رب العالمين لا اله غيره ، فيكلفون الممر عليها فيحسبهم الرحم والامانة ، فان نجوا منها حبستهم الصلوة. فان نجوا منها كان المنتهى الى رب العالمين وهو قوله : (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ) والناس على الصراط فمتعلق بيد وتزول قدم وتستمسك بقدم والملائكة حولها ينادون يا حليم اعف واصفح وعد بفضلك وسلم سلم ، والناس يتهافتون في النار كالفراش فيها ، فاذا نجا ناج برحمة ومر بها فقال : الحمد لله وبنعمته تتم الصالحات وتزكوا الحسنات ، والحمد لله الذي نجاني منك بعد إياس بمنه وفضله ، ان ربنا لغفور شكور.
٢٣ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده الحسن بن على بن ابى طالب عليهمالسلام عن النبي صلىاللهعليهوآله حديث طويل يقول فيه صلىاللهعليهوآله وقد سأله بعض اليهود عن مسائل : ان الشمس عند الزوال لها حلقة تدخل فيها ، فاذا دخلت فيها زالت الشمس فيسبح كل شيء دون العرش بحمد ربي جل جلاله ، وهي الساعة التي يصلى فيها ربي ، ففرض الله عزوجل على أمتي فيها الصلوة ، وقال : (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ) وهي الساعة التي يؤتى فيها بجهنم يوم القيامة ، فما من مؤمن يوافق تلك الساعة ان يكون ساجدا أو راكعا أو قائما الا حرم الله عزوجل جسده على النار.
٢٤ ـ في مجمع البيان (وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ) وروى مرفوعا عن ابى سعيد الخدري قال : لما نزلت هذه الاية تغير وجه رسول الله صلىاللهعليهوآله وعرف حتى اشتد على
__________________
(١) الهدة : صوت وقع الحائط ونحوه.
(٢) اى طائفة من النار.