قلت : قوله : (وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ) فقال : نزلت هذه بعد ذلك.
قال عز من قائل : ان الله هو الرزاق الاية.
٦٢ ـ في صحيفة السجادية «اللهم انى أخلصت بانقطاعى إليك ، وأقبلت بكلى عليك ، وصرفت وجهي عمن يحتاج الى رزقك (١) وقلبت مسئلتي عمن لم يستغن عن فضلك ، ورأيت أن طلب المحتاج الى المحتاج سفه من رأيه ، وضلة من عقله فكم قد رأيت يا الهى من أناس طلبوا العز بغيرك فذلوا ، وراموا الثروة من سواك فافتقروا وحاولوا الارتفاع فاتضعوا ، فصح بمعانية أمثالهم حازم وفقه اعتباره ، وأرشده الى طريق صوابه اختياره ، فأنت يا مولاي دون كل مسئول موضع مسئلتي ؛ ودون كل مطلوب اليه ولى حاجتي»
٦٣ ـ وفيها «اللهم لا طاقة لي بالجهد ، ولا صبر لي على البلاء ، ولا قوة لي على الفقر ، فلا تحظر على رزقي ولا تكلني الى خلقك ، بل تفرد بحاجتي وتول كفايتي ، وانظر الى وانظر لي في جميع أمورى ، فانك ان وكلتني الى نفسي عجزت عنها ، ولم أقم ما فيه مصلحتها ، وان وكلتني الى خلقك تجهموني (٢) وان الجأتنى الى قرابتي حرموني وان أعطوا أعطوا قليلا نكدا ، ومنوا على طويلا ، وذموا كثيرا ، فبفضلك اللهم فأغنني ، وبعظمتك فانعشنى (٣) وبسعتك فابسط يدي وبما عندك فاكفني»
٦٤ ـ وفيها : «فمن حاول سد خلته من عندك ، ورام صرف الفقر عن نفسه بك.
فقد طلب حاجته في مظانها وانى طلبته من وجهها ، ومن توجه بحاجته الى أحد من خلقك أو جعله سبب نجحها دونك (٤) فقد تعرض للحرمان ، واستحق من عندك فوت الإحسان ، اللهم ولى إليك حاجة قد قصر عنها جهدي ، وتقطعت دونها حيلى
__________________
(١) وفي المصدر «رفدك» مكان «رزقك».
(٢) تجهمه : استقبله بوجوه عبوس كريه.
(٣) أنعش الله فلانا : رفعه وأقامه.
(٤) نجح فلان بحاجته : فاز وظفر بها.