مُسْتَقِيمٍ يا قَوْمَنا أَجِيبُوا داعِيَ اللهِ وَآمِنُوا بِهِ) الى قوله : (أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) فجاؤا الى رسول الله صلىاللهعليهوآله فأسلموا وآمنوا وعلمهم رسول الله شرائع الإسلام ، فانزل الله على نبيه : (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ) السورة كلها ، فحكى الله قولهم وولى عليهم رسول الله صلىاللهعليهوآله منهم وكانوا يعودون الى رسول الله صلىاللهعليهوآله في كل وقت ، فأمر رسول الله أمير المؤمنين عليهالسلام أن يعلمهم ويفقهم ، فمنهم مؤمنون وكافرون وناصبون ويهود ونصارى ومجوس وهم ولد الجان.
١٨ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهمالسلام ان عليا عليهالسلام قال لبعض اليهود : ان الشياطين سخرت لسليمان وهي مقيمة على كفرها ؛ وقد سخرت لنبوة محمد صلىاللهعليهوآله الشياطين بالايمان فأقبل اليه من الجن التسعة من أشرافهم وأحد من جن نصيبين والثمان من بنى عمرو بن عامر من الاحجة (١) منهم شضاة ومضاة والهملكان والمرزبان والمازمان ونضاة وهاصب وهاضب وعمرو (٢) وهم الذين يقول الله تبارك وتعالى اسمه فيهم (وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ) وهم التسعة (يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ). أقول وستسمع لهذا تتمة في محله قريبا إنشاء الله تعالى.
١٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله : (وَأَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا) اى بخت ربنا حدثنا على بن الحسين عن احمد بن أبى عبد الله عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليهالسلام في قول الجن : (وَأَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا) فقال : كل شيء كذبه الجن فقصه الله كما قال.
٢٠ ـ في كتاب الخصال عن أبى جعفر عليهالسلام قال : شيئان يفسد الناس بهما صلوتهم: قول الرجل تبارك اسمك وتعالى جدك ، وانما هو شيء قاله الجن بجهالة ، فحكى
__________________
(١) قال في البحار : «من الاحجة» جمع حجيج بمعنى مقيم الحجة على مذهبه وفي بعض النسخ «من الاجنحة» اى الرؤساء ، أو اسم قبيلة منهم.
(٢) في ضبط هذه الأسماء خلاف راجع البحار ج ١٠ صفحة ٤٤ من الطبعة الحديثة والمصدر صفحة ١١.