وفي رواية أنه صلىاللهعليهوسلم قال : «هاكم المفتاح يا بني شيبة وكلوا بالمعروف» (١).
قال العلماء : إن هذه ولاية من رسول الله صلىاللهعليهوسلم لا يجوز لأحد أن ينزعها منهم ، وأعظم من ذلك أن يشرك معهم غيرهم.
قال المحب الطبري في [منسكه](٢) القرى [لقاصد أم القرى](٣) :
«لا يبعد أن يقال هذا إذا حافظوا على حرمته ، ولازموا الأدب في خدمته ، أما إذا لم يحفظوا حرمته فلا يبعد أن يجعل عليهم مشرف يمنعهم من هتك حرمته».
ثم قال : «وربما تعلق الجاهل المعكوس (٤) الفهم بقوله صلىاللهعليهوسلم : وكلوا بالمعروف ، فاستباح أخذ الأجرة على دخول البيت ، ولا خلاف بين الأئمة ـ رحمهمالله تعالى ـ في تحريم ذلك. (وأنه من أشنع البدع وأقبح الفواحش ، وهذه / اللفظة ـ إن صحت ـ يستدل) (٥) بها على إقامة الحرمة ، لأن أخذ الأجرة ليس من المعروف ، وإنما الاشارة ـ والله أعلم ـ إلى ما يتصدق به من البر عليهم على وجه التبرك والصلة ، فإن
__________________
(١) انظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ١٣٩ ـ ١٤٠ ، ابن الضياء ـ تاريخ مكة المشرفة ٦٩. وهذا الحديث باللفظ الذي ذكره السنجاري ، رواه سعيد بن منصور بن شعبة الخراساني صاحب كتاب السنن والزهد. توفي بمكة سنة ٢٢٧ ه. انظر الحديث عند : ابن الضياء ـ تاريخ مكة ص ٧٠.
(٢) زيادة من (ج).
(٣) ما بين حاصرتين زيادة من (ج). والكتاب القرى لقاصد أم القرى في فضائل الحرمين والمناسك. وانظر في ذلك : ابن الضياء ـ تاريخ مكة ص ٧٠.
(٤) في (ج) «المنكوس».
(٥) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (ج).