قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

مرشد الزوّار إلى قبور الأبرار [ ج ١ ]

مرشد الزوّار إلى قبور الأبرار

مرشد الزوّار إلى قبور الأبرار [ ج ١ ]

تحمیل

مرشد الزوّار إلى قبور الأبرار [ ج ١ ]

92/783
*

وأنشد بعضهم (١) :

قف بالدّيار فهذه آثارهم

تبكى الأحبّة حسرة وتشوّقا

كم قد وقفت بها أسائل أهلها

عن حالها أو راحما أو مشفقا (٢)

فأجابنى داعى الهوى فى رسمها

فارقت من تهوى فعزّ الملتقى

وأنشد آخر :

أيّها الرّبع الذي قد دثرا

كان عينا ثم أضحى خبرا (٣)

أين سكّانك ، ما ذا فعلوا

خبرا عنهم سقيت المطرا

ولقد نادى منادى دارهم

رحلوا واستودعونى عبرا (٤)

وروى أنّ علىّ بن أبى طالب ، كرّم الله وجهه ، لمّا رجع من صفّين (٥) ودخل أوائل الكوفة ، فإذا هو بقبر ، فقال : [قبر](٦) من هذا؟ قالوا : قبر خبّاب بن الأرت (٧). فوقف عليه وقال : رحم الله خبّابا ، أسلم راغبا ،

__________________

(١) الأبيات الثلاثة وردت فى «حلية الأولياء» ج ١٠ ص ٣٤٨ فى ترجمة أبى محمد الجريرى .. وفى «تاريخ بغداد» ج ٤ ص ٤٣٣ .. وفى «طبقات الصوفية» ص ٢٦٤. وفى سراج الملوك ـ الباب الأول.

(٢) فى «م» : «مرحما» مكان «راحما». والبيت فى سراج الملوك :

كم قد وقفت بها أسائل مخبرا

عن أهلها ، أو ناطقا أو مشفقا

وفى طبقات الصوفية : «أو صادقا» مكان «أو ناطقا».

(٣) فى سراج الملوك : «ثم أضحى أثرا».

(٤) فى المصدر السابق «ولقد نادى مناديهم لنا ...».

(٥) فى «م» : «من حين» تحريف. والتصويب من «سراج الملوك».

(٦) ما بين المعقوفتين عن المصدر السابق ، وساقط من «م».

(٧) هو خبّاب بن الأرتّ بن جندلة التميمىّ ، أبو يحيى ، أو أبو عبد الله ، صحابىّ ، وهو عربىّ لحقه سباء فى الجاهلية ، فبيع بمكة ، وكان يعمل السيوف بها ، وهو من السابقين الأولين إلى الإسلام ، كان سادس ستة فى الإسلام ، وهو أول من أظهر إسلامه .. استضعفه المشركون فعذبوه ليرجع عن دينه ، فصبر ولم يعط الكفّار ما سألوا ، إلى أن كانت الهجرة ، فهاجر ، وشهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها مع رسول الله ، صلّى الله عليه وسلم .. ونزل الكوفة ، ومات بها سنة ٣٧ ه‍ ، وهو أول من دفن بظهر الكوفة