قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

مرشد الزوّار إلى قبور الأبرار [ ج ١ ]

مرشد الزوّار إلى قبور الأبرار

مرشد الزوّار إلى قبور الأبرار [ ج ١ ]

تحمیل

مرشد الزوّار إلى قبور الأبرار [ ج ١ ]

549/783
*

وقال بعض أصحابه : ترنّم الشيخ يوما ببيت للحريرى فى خلوته :

من ذا الّذى ما ساء قطّ؟

ومن له الحسنى فقط؟

فسمع قائلا يسمع صوته ولا يرى شخصه يقول :

محمّد الهادى الّذى

عليه جبريل هبط (١)

ولمّا [حج](٢) اجتمع بالشيخ العارف السّهروردىّ فى مكة (٣).

__________________

(١) فى الديوان : قال ولده ـ ولد ابن الفارض ـ سمعت الشيخ ـ يعنى أبيه ـ رضى الله عنه يقول : حصلت منى هفوة ، فوجدت مؤاخذة شديدة فى باطنى بسببها ، وانحصرت باطنا وظاهرا حتى كادت روحى تخرج من جسدى ، فخرجت هائما كالهارب من ذنب عظيم فعله وهو مطلوب به ، فطلعت الجبل المقطم ، وقصدت مواطن سياحتى وأنا أبكى وأستغيث وأستغفر ، فلم ينفرج مابى ، فنزلت إلى القرافة ومرغت وجهى فى التراب بين القبور ، فلم ينفرج مابى ، فقصدت جامع عمرو بن العاص ووقفت فى صحن الجامع خائفا مذعورا ، وجددت البكاء والتضرع والاستغفار ، فلم ينفرج مابى ، فغلب علىّ حال مزعج لم أجد مثله قط قبل ذلك ، فصرخت وقلت ... وذكر البيتين.

[انظر المصدر السابق ص ٣٢].

(٢) ما بين المعقوفتين من عندنا.

(٣) خلط الناسخ هنا وأتى بكلام مبتور وغير تام المعنى .. وقصة اجتماع السهروردى بابن الفارض كما ذكرتها المصادر ، أنه لما حج الشيخ شهاب الدين السهروردى ، شيخ الصوفية ، وكان آخر حجه فى سنة ثمان وعشرين وستمائة ، وكانت وقفة الجمعة ، وحج معه خلق كثير من أهل العراق ، ورأى كثرة ازدحام الناس عليه فى الطواف بالبيت ، والوقوف بعرفة ، واقتدائهم بأقواله وأفعاله ، وبلغه أن الشيخ رضى الله عنه فى الحرم ، فاشتاق إلى رؤيته وبكى ، وقال فى سرّه : يا ترى هل أنا عند الله كما يظن هؤلاء القوم فىّ؟ ويا ترى هل ذكرت فى حضرة الحبيب فى هذا اليوم؟ فظهر له الشيخ رضى الله عنه وقال له : يا سهروردى :

لك البشارة فاخلع ما عليك فقد

ذكرت ثم على ما فيك من عوج

فصرخ الشيخ شهاب الدين وخلع كلّ ما كان عليه ، وخلع المشايخ والفقراء والحاضرون كل ما كان عليهم. وطلب الشيخ فلم يجده فقال : هذا إخبار من كان فى الحضرة ، ثم اجتمعا بعد ذلك اليوم فى الحرم الشريف واعتنقا ، وتحدّثا سرّا زمانا طويلا.

[انظر المصدر السابق ص ٣٦ و ٣٧ ، وانظر ابن الفارض ـ سلسلة أعلام العرب ص ٦٨ و ٧٠].