المخيم بذلك الصهيل. فلما نظرت النساء إلى الجواد مخزياً ، والسرج عليه ملوياً ، خرجن من الخدور ، ناشرات الشعور! على الخدود لاطمات ، وللوجوه سافرات ، وبالعويل داعيات ، وبعد العزّ مذللات ، وإلى مصرع الحسين مبادرات» (١٥).
ومن النماذج التي لها إرتباط تكميلي بالحدث ، أو أدنى صلة بذلك العقرب الأسود ، وذلك حينما دعا الحسين عليه السلام على محمد بن الأشعث «فقال الحسين : اللهم إنّ محمد بن الأشعث يقول : ليس بيني وبين محمد قرابة. اللهم أرني فيه هذا اليوم ذلاً عاجلاً. فاستجاب الله دعاءه ، فخرج محمد بن الأشعث من العسكر ، ونزل عن فرسه لحاجته ، وإذا بعقرب أسود ، يضربه ضربة تركته مُتَلَوِثاً في ثيابه ومات بادي العورة» (١٦).
وأيضاً ما ورد عن الحسن عليه السلام مخاطباً أخاه الحسين عليه السلام عن بكاء الوحوش والحيتان قال : «ويكن لا يوم كيومك يا أبا عبد الله ، وقد ازدلف إليك ثلاثون ألفاً يَدّعُون أنّهم من أمة جدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وينتحلون دين الإسلام ، فيجتمعون على قتلك وسفك دمك ، وإنتهاك حرمتك ، وسبي ذراريك ونسائك ، وانتهاب ثقلك فعندها تحل ببني أمية اللعنة وتمطر السماء رماداً ودماً ، ويبكي عليك كل شيء حتى الوحوش في الفلوات ، والحيتان في البحار) (١٧).
__________________
(١٥) ـ المصدر السابق / ٢٨٣.
(١٦) ـ نفس المصدر / ٢٣١.
(١٧) ـ نفس المصدر / ٢١١.