نلت منك وذكرت آلهتهم بخير ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يمسح عينيه ويقول : إن عادوا لك ؛ فعدلهم بما قلت» (٣٥). وفي السيرة الحسينية كثير من النماذج ، نذكر منها ما يلي :
١ ـ بعد نزوله في كربلاء في اليوم الثاني من المحرم سنة إحدى وستين ، فجمع عليه السلام ولده واخوته ، وأهل بيته ونظر إليهم وبكى وقال : (اللهم إنا عترة نبيك محمد ، قد اُخرجنا وطردنا واُزعجنا عن حرم جدنا ، وتَعدّت بنو أميّة علينا ، اللهم فخذ لنا بحقنا ، وانصرنا على القوم الظالمين) (٣٦).
٢ ـ «ولما اثخن سعيد بالجراح سقط إلى الأرض وهو يقول : اللهم العنهم لعن عاد وثمود ، وابلغ نبيك مني السلام ، وابلغه مالقيت من ألم الجراح ، فإنّي أردت بذلك ثوابك في نصرة ذرية نبيك صلى الله عليه وآله وسلم والتفت إلى الحسين قائلاً : أوفيت يا ابن رسول الله؟ قال : نعم أنت أمامي في الجنة. وقضى نحبه فوجدوا فيه ثلاثة عشر سهماً غير الضرب والطعن» (٣٧).
ب ـ القضايا التاريخية :
وهي مأخوذة من أحداث التاريخ الواقعة فيما مضى ، وكان الهدف منها في القرآن أو على لسان النبي صلى الله عليه وآله وسلم التربية والتوجيه وتعليم المسلمين ، دون أن تعنى بكل تفاصيل الواقعة التاريخية ، وما صاحبها من أحداث جزئية ، فالمقصود هي الحالة التي تمثل القصة لا الشخصية في ذاتها ، فالحدث هو محط الإهتمام ، ولذلك تكون القصة بأشخاصها الواقعيين ، أو بأي شخص ، أو أشخاص
__________________
(٣٥) ـ الطبرسي ، الشيخ الفضل بن الحسن : مجمع البيان في تفسير القرآن ، ج ٦ / ٥٠١.
(٣٦) ـ المقرم ، السيد عبد الرزاق الموسوي : مقتل الحسين / ١٩٣.
(٣٧) ـ نفس المصدر / ٢٤٦.