من الكتاب والمؤرخين ، حتى رووها بلا إسناد ، موهمين أنّها من المسلمات ، ثم جاء أبو علي القالي ـ تلميذ الزجاج ـ ؛ فَسَجّل في أماليه ما نقله عن أستاذه. ثم جاء دور صاحب الأغاني ، وإتخذ روايات من ذكرناهم حجة في نشر الشائع من المنكرات ، وأفعم كتابه المذكور بتلك الروايات ، وفيه وفي كتابه المذكور من الضعف.
قال القاضي محمود بن محمد عرنوس ؛ في تاريخ القضاء في الإسلام / ١٨٢ : «إنّ كتاب الأغاني ، إشتمل على كثير من الأخبار الواهية ، بل الموضوعة». وفي المنظم ، ج ٧ / ٤٠ ـ حوادث سنة ٣٥٦ هـ : «لا يوثق بروايته ؛ فإنّه يُصرّح في كتبه بما يوجب عليه الفسق ، ويهوى شرب الخمر ، وربما حكى ذلك عن نفسه ، ومن تأمل كتابه الأغاني ؛ رأى كل قبيح ومنكر». وبعد بيان كل ذلك ؛ إتضح لنا عدم الإعتماد على مروياتهم.
حوار مع الكاتب :
قال : «وتذكر إحدى الروايات : أنّ سكينة قد رافقت عمتها زينب حين اُبعدت إلى مصر .. الخ».
وقال أيضاً : «وفي تحفة الأحباب للسخاوي : أنّ سكينة أول علوية قدمت إلى مصر ، وسبب قدومها أنّ الأصبغ بن عبد العزيز ، أمير مصر خطبها من أخيها ... الخ».
أولاً ـ سؤالي للكاتب المحترم : كيف تجمع بين الروايتين المتضاربتين بالنسبة إلى سفرها؟
ثانياً ـ إنّ الدكتورة بنت الشاطئ ـ كما حققته في كتابها (سكينة بنت الحسين) ـ ذكرت أنّ الزواج لم يتم ؛ باعتبار تضارب الروايات. وكفى بذلك ضعفا.