جماعة من أصحابه وهو يقول لي : يا بنيّ أنت شهيد آل محمد ، وقد إستبشر بك أهل السماوات وأهل الصفيح الأعلى ، فليكن إفطارك عندي الليلة ، عَجّل ولا تؤخر ، فهذا ملك قد نزل من السماء ليأخذ دمك في قارورة خضراء. فهذا ما رأيت ، وقد أزف الأمر ، وقد إقترب الرّحيل من هذه الدنيا ، لا شك في ذلك» (٣٣٤).
خلاصة وإستنتاج :
وبعد ذكر الرؤى الخاصة بالمعصومين ـ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وأمير المؤمنين والحسين عليه السلام ـ المتضمنة لكثير من الأسرار والأهداف ، ينبغي الإشارة إلى ما يلي :
١ ـ نستفيد من رؤيا النبي صلى الله عليه وآله وسلم إهتمام وحي السماء بتربة الحسين عليه السلام. وأنّها هدية ربانية سُلّمت لجده المصطفى ، تحكي مستقبل سبطه سيد الشهداء عليه السلام ، وعلامة على رضا الباري عَزّ وجَلّ ، عما سيقوم به من نهضة مباركة من أجل دينه وبقاء شريعته.
٢ ـ تحكي رؤيا الحسين عليه السلام عند قبر جده صلى الله عليه وآله وسلم ، وفي عقبة البطن ، وفي كربلاء وقت السحر ، ما عليه القوم من خِسّة الطبع وتحولهم من الإنسانية إلى الوحشية ، حيث صورتهم بالسباع والكلاب الضارية ، بل هذا ما أكد عليه سيد الشهداء في خطبته حينما أراد الخروج من مكة المكرمة ، حيث قال عليه السلام : (.. كأني بأوصالي تُقطعها عُسلان الفلوات بين النواويس وكربلا ، فيملأن مني أكرشاً جوفاً ، وأجربه سغباً ..) (٣٣٥).
__________________
(٣٣٤) ـ المجلسي ، الشيخ محمد باقر : بحار الأنوار ، ج ٤٥ / ٣.
(٣٣٥) ـ ابن طاووس ، السيد علي الحسيني : اللهوف في قتلى الطفوف / ٢٥.