الشخصية لا تثبت وجودها إلا من خلال ما تقوم به من أحداث ، أو ما تؤديه من أقوال ، وهذا التداخل له دور في بناء القصة ، كما يجعل بعضها ذا تأثير واضح في بعضها الآخر ؛ أي أنّ الحدث مؤثر في الشخصية ، وأنّ الحوار له دوره في بلورة الشخصية أمامنا ، كما يقوم بكشف الكثير من جوانبها وتعميق الحدث وتطويره.
ويمكن دراسة هذه العناصر بصورة مختصرة ، كي تتضح لنا تركيبة القصة الفنية.
أولاً ـ الراوي في القصة :
قبل الدخول في الحديث عن العناصر لتركيبة القصة ، ينبغي أن نذكر العلاقة التي بين الراوي والعمل القصصي ؛ إذ يوجد تقارب لا ينكر بين الراوي وعمله ، منشؤها علاقات مختلفة منها ما يلي :
١ ـ علاقته بحدث القصة وشخصياتها ، فقد يكون أحد شخصياتها المشاركين في صنع أحداثها ، فيكون الراوي متحدثاً عن نفسه في القصة ، وكأنّما يكتب مذكرات ويَقصّ بعض تجاربه التي مرت به.
٢ ـ علاقته بمجتمعه ، سواء كان ذلك المجتمع في داخل القصة ـ باعتباره أحد شخصياتها ـ أو كان المجتمع خارج القصة الذي توجه إليه.
ثانياً ـ الشخصية :
يمكن التركيز على الشخصية من حيث التَعرّف على أنواعها ـ وخصوصاً التعرف على ذات الشخصية من حيث ذاتها وطيبعتها بشرية أو غير بشرية ـ إذ نجد كثيراً من الشخصيات التي حفلت بها القصة القرآنية والنبوية وما يرتبط بهما من هذا النوع ، والذي يهمنا دراسته هي الأنواع التالية :